بلاد .. و عباد

رقــم العــدد 9466
الثلاثاء 12 تشرين الثــاني 2019

لن نشكر من قام بإصلاح إشارات المرور التي كانت معطلة في ساحات وعند دوارات مركز مدينة طرطوس منذ شهور خلت، لأنه ومن البديهيات أن تعمل هذه الإشارات ولا تتوقف لحظة واحدة حرصاً على أرواح الناس, وانتظام السير في الشوارع التي تعاني ازدحاماً شديداً في ساعات الذروة من النهار.
بالأمس كانت الورشة تقوم بعملها عند شارة وسط المدينة وحين أضاء الضوء الأحمر، توقفت السيارات إلا أن سائقي السرافيس الذين تعودوا على الفلتان، لم تعجبهم القصة فقد علت الزمامير من كل حدب وصوب تستنكر الوقوف الطويل . .
أحد السائقين وبعد أن انتظر قليلاً, وضع يده على زمور سيارته وضغط دون توقف، حين احتج راكب.. انتبه لفعلته وأخذ يبرر بالقول أنه اعتاد عدم الانتظار, ويعتقد أن خطأ في الإشارة جعل الوقوف أطول!
لا عجب، فمن تعود على الفوضى يصعب عليه النظام، هنا يبرز دورك أيها الشرطي وقد خف ثقل واجباتك, ولم تعد شارة مرور، بل مراقب ومعالج.
في باص النقل الداخلي في طرطوس، قائد المركبة الضخمة هو الجابي، لكن عند الصعود يعطيك بطاقة صغيرة وعند النزول تدفع!
الازدحام الشديد يجعلك تصرخ لمرات ريثما يصل الصوت للسائق فالمتحدثون كثر ولا يوجد صامت واحد ولا مستمع، الكل أصحاب, وأحباب, وأحاديث عن الدراسة والامتحانات بين الطلاب, والنكد بين النساء و…
الباب الخلفي مغلق بالشمع الأحمر، هكذا يخيل إليك حتى لو دفعت، الصعود والنزول من الباب الأمامي لعدم وجود جابي أو مساعد، والمواقف حيثما تشاء وحين يصل صراخك إلى أذن السائق، وتبدأ عملية النزول بالتدفيش والرجاء لفسحة أو ممر تتجاوزه مع ابتسامة شكر للواقفين الذين يفوق عددهم الجالسين السعداء.
مبارك علينا عودة الحياة لشارات المرور، وعلى أمل إيجاد معين لسائق الباص ووضع مواقف محددة للنزول كما كنا فيما مضى، ورفع الشمع الأحمر عن باب مظلوم.

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار