ضـُمَّ إلى مدينة جبلة ولم ينل ما يستحقه من خدماتها حي الرميلة.. ربعه ضمن المخطط التنظيمي والباقي خارجه!

رقــم العــدد 9466
الثلاثاء 12 تشرين الثــاني 2019

عندما جاءت مكرمة السيد الرئيس بشار الأسد لأهالي تجمع الرميلة والقاضية بنقل أراضيهم وأملاكهم من الأوقاف إلى الإدارة المحلية -بلدية جبلة والعقارية- استبشروا خيراً لأنه كما يعلم الجميع يتضمن تنظيم وتحديد وتحرير وتسجيل هذه الأملاك والعقارات بأسمائهم مباشرة ليحظوا بالخدمات اللازمة ويستفيدوا من مزايا القروض ولتكون أراضيهم وعقاراتهم منظمة ومريحة عند عمليات نقل الملكية للورثة والبيع والإيجار، وبالفعل تمّ النقل منذ ثلاث سنوات بين وزارتي الأوقاف والإدارة المحلية بحضور جميع الأطراف المعنية وتمّ التوقيع على النقل وصارت تابعة لمجلس مدينة جبلة، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟
مؤخراً وافق المكتب التنفيذي لمحافظة اللاذقية على إصدار المخطط التنظيمي لتجمع الرميلة وهذا جيد ولطالما انتظره المواطنون بالأيام والأشهر والسنين، لكنه وحسب الكثير من الأهالي الذين تواصلنا معهم لا يشمل سوى الأراضي والأملاك التي كانت تابعة للأوقاف والتي لا تشكل أكثر من خمس وعشرين بالمائة من التجمع وهو ما أبقى خمسة وسبعين بالمائة خارج التنظيم، وهؤلاء هم سكان التجمع القدامى بحسب أحد السكان الذي قال: أنا هنا منذ 70 سنة مع أهلي وبيتي وأرضي ولا يمكنني تطويب بيتي بينما جاري الذي سكن هنا منذ أقل من عشر سنوات وطاله المخطط يمكنه تسجيل أرضه وبيته متسائلاً لماذا أوقف التنظيم والتوسع منذ أكثر من ثلاثين عاماً عند مفرق المشفى علماً بأن التجمع يعد حياً من أحياء جبلة؟ وهو الأمر الذي جعل الأهالي يأملون بأن يعاد النظر بالموضوع وأن يشملهم التنظيم علماً بأن وضعهم الحالي يمكن أن يكون أفضل من حيث الرسوم والضرائب والمخالفات بشتى أنواعها، ولكن التنظيم أفضل لهم وللبلدية معاً، حيث أنه وبغياب المخطط تكون كل الأعمال التي يقومون بها غير نظامية كالبناء أو غيره وتكون مهددة بالهدم أو الإزالة فهو يؤثر على الخدمات بشكل كامل (صرف صحي- إنارة – زفت – توسيع شوارع) .
واقع خدمي وصحي
هذا بالنسبة لمكرمة السيد الرئيس والمخطط التنظيمي لتجمع الرميلة، أما بالنسبة لبقية الخدمات فقد قمنا بجولة على التجمع للوقوف على مجمل الخدمات المتوفرة فيه والاستماع إلى مطالبات الأهالي عن نواقصها، والتي شملت انعدام الإنارة حيث أنه وبمجرد حلول الليل يلفّ الحي وشوارعه الظلام الدامس الذي يجعل من إنارة الحي ضرورة ملحة، و يمرّ في الحي خط النفط مع حرمه الذي يصل إلى 50 متراً والذي يهدد في حال بقائه بهدم حوالي 66 كتلة بناء بما سينتج عن ذلك من تهجير وخسارة الكثير من السكان لمنازلهم وأراضيهم، لذلك التقى السيد المحافظ بالأهالي منذ 3 أشهر ووعدهم بأن يراسل وزارة النفط لطلب تخفيض حرم هذا الخط إلى 15 متراً وذلك حصراً للأضرار في حدودها الدنيا وبالنسبة للمدرسة فيوجد مخطط ودراسة لبناء مدرسة مكانها مستملك ضمن أرض العقار 1521 التابع للريجي كما أن المخطط يحوي أيضاً على مدرستين ومركز صحي وجامع، في التجمع الرميلة الذي شهد توسعاً كبيراً واكتظاظاً سكانياً في السنوات الأخيرة نظراً لكون أسعار السكن والإيجار فيه مقبولاً بالنسبة لذوي الدخل المحدود مقارنة بغيره من الأحياء ومع ذلك فإنه يفتقر لوجود مركز صحي أو أي نقطة طبية إذ أن أي مواطن يحتاج لخدمة صحية عليه الذهاب إلى مدينة جبلة من أجل الحصول عليها وهو ما يستدعي توفير مركز صحي للحي الذي يطالب أهله بإعفاء الصيدليات الموجودة فيه من نظام المناوبة أو على الأقل إبقاء صيدلية مناوبة يومياً فيه، أما في مجال صيانة وتوسيع الشوارع وتزفيتها أو ترقيعها على الأقل وخاصة توسيع مدخل الحي فقال السكان : إن الشوارع لم تزفت منذ أكثر من عشر سنوات مؤكدين على ضرورة تزفيت الشارع المعروف باسم شارع بيت خضور مشيرين إلى ترقيع شارع خط السرفيس الرئيسي بنسبة30% فقط وإلى كون شارع بيت الجمال في حالة سيئة.
في النقل قال المواطنون: عانينا لسنوات من قلة وسائط النقل ولكن مؤخراً تمت معالجة الموضوع بالتعاون مع مديرية المنطقة عبر إضافة أربعة سرافيس للعمل على الخط ليصبح العدد الكلي خمسة سرافيس، كما أن شركة النقل الداخلي تسير باصين عند الساعة السادسة والنصف صباحاً لنقل الطلاب والموظفين إلى اللاذقية وهذه خطوة جيدة ساعدت وخففت من معاناة الأهالي.
أما في مجال الكهرباء فقال شادي عدرة مازحاً: لا نستطيع الحكم على وضعها حتى يبدأ المطر أي أنه مجرد دخول فصل الشتاء يتغير وضع الكهرباء ،حيث أن هناك عدة أماكن تحتاج الشبكة فيها لتبديل الأسلاك كونها قديمة وعليها ضغط هائل خاصة وأننا مقبلون على الشتاء ولا ننسى التوسع الكبير الذي شهدته المنطقة وأثر على جميع الخدمات بما فيها الكهرباء.
كذلك بالنسبة لمياه الشرب التي وإن لم يكن وضعها أفضل فهي فقط بحاجة لزيادة الضغط، وأما الصرف الصحي فهنا علة العلل ومشكلة المشاكل، فالتجمع غير مخدم بشبكة صرف صحي إلا بنسبة 25% والباقي يعتمد على الجور الفنية التي يعرف الجميع مخاطرها مع الإشارة هنا إلى وجود بعض المواطنين الذين يعارضون تنفيذ شبكة الصرف ضمن عقاراتهم كيلا يخسروا بضعة أمتار منها.
مع المواطنين
وفي اللقاءات التي أجريناها مع المواطنين، قال نزار كامل حمود: المياه ضعيفة في حارتنا والشارع بحاجة للتزفيت، أما علي بربهان وعاطف صبوح فقالا: الصرف الصحي في شارع المبرة بحاجة لصيانة، في وقت طالب فيه علي زيدان من حارة الشراشير الغربية بتوفير خدمات الصرف الصحي الجيدة وبإنارة الحارة، وبتحويل الشبكة الهاتفية إلى أرضية كون الأرضية تتعرض للأعطال والقطع بفعل الرياح والمطر وأحياناً السيارات العالية مشيراً كذلك إلى المعاناة من مشكلة ضعف شبكة الأنترنت بسبب الهاتف الأرضي، وبالنسبة للمدرسة فأكدت مجموعة من السيدات ممن يعملن بوظائف ويداومن لفترة طويلة، أنهن يعانين من ترك أبنائهن الصغار وخاصة الصفين الأول والثاني في المنزل بوجود دوام مسائي وهذا يربك الأهالي والأبناء لذلك تمنوا أن يتم بناء مدرسة في التجمع ليتم إلغاء الدوام المسائي من خلال تخصيص مدرسة للتعليم الأساسي حلقة أولى ومدرسة للحلقة الثانية لأن الحلقتين تتناوبان حالياً في نفس المدرسة، أما النظافة فتلقى متابعة إلى حد ما ولو أن الأهالي طالبوا بزيادة عدد الحاويات لأن الموجود منها لا يلبي الحاجة وإرسال بوكات وشاحنة لتنظيف وترحيل القمامة المتراكمة في الشوارع والأحياء بين حين وآخر.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار