العــــــــــــــدد 9463
الأربعاء 6 تشرين الثاني 2019
يبدو من العنوان أنّي لا أعترف بأي مكسب من الانتخابات الرياضية والتي ستستمر حتى شباط 2020 حيث تُتوّج بانتخاب قيادة جديدة للاتحاد الرياضي العام بعد أن نكون قد عبرنا انتخابات الأندية واللجان التنفيذية واتحادات الألعاب، والحقيقة، ولنقل حتى الآن، أننا خسرنا الكثير ولم نكسب أي شيء.
لو أجرينا استطلاعاً للرأي بعد أن حدث ما حدث، وسألنا أي متابع: هل أنت الآن تحديداً مع انتخاب إدارات الأندية أم مع تعيينها، ستأتي النسبة الغالبة من الإجابات (مع التعيين)، فعلى الأقلّ قد نجد عاقلاً يقترح إدارة جيدة، ويختصر على الأقلّ ما سنأتي على ذكره من انكسارات أوجدتها الانتخابات الرياضية الحالية، إذا تغيير قناعتنا بكيفية اختيار من يقود رياضة أنديتنا خسارة سنعتبرها (الرقم واحد).
الخسارة الثانية، أن هذه الانتخابات شطرت أندية كثيرة قسمين، ويبدو أننا سنكون أمام مشكلة لن نجتازها بسهولة، وستحتاج إلى وقت طويل للخروج من تفاصيلها، وهذا الانقسام ليس مقتصراً على كوادر أي نادٍ، وإنما تمدّد إلى الجمهورية فراح قسم منه يميل إلى هذا المرشّح وقسم إلى ذاك، ونسى هذا الجمهور المواعيد الكبرى وتخلّى عن دعم ناديه..
الخسارة الثالثة، أن الـ 10% من المتابعين الرياضيين الذين كانوا محافظين على تفاؤلهم ربما تخلّوا عن ذلك وهم يرون إدارات مسبقة الصنع تتحكّم بها (صكوك الغفران) التي يمنحها الاتحاد الرياضي وفروعه في المحافظات لمن يحق لهم الترشّح أو الانتخاب من عدمه، والاستثناءات الكثيرة التي حصلت، فقط من أجل إيصال أشخاص بعينهم، وإبعاد آخرين دون أن يشفع لهم تاريخهم الرياضي الطويل في المنتخبات الوطنية!
الخسارة الرابعة، أنّ كوادر خبيرة ستهجر العمل الرياضي بشكل نهائي لأنها تعرّضت للإهانة، ولأن التشنّج علق في النفوس، ولأن الانتماء أصبح للأشخاص في معظمه وليس للنادي، ولذلك رأينا كثيرين سحبوا ترشيحهم لعضوية الإدارة بعد أن تمّ انتخاب رئيس من غير هواهم..
الخسارة الخامسة، هي أننا خسرنا (نظاماً داخلياً ولوائح وتعليمات) وأول من اخترقها هو من وضعها، وبالتالي خسرنا الورق الذي طُبع عليها..
هناك ما يصعب قوله، أو على الأقلّ لم يحن بعد موعد قوله لأننا في (منتصف البئر)، وننتظر بماذا سيخرج الدلو من قعره..
نؤسس خطأ فكيف ستكون النتيجة؟ نسوّي الأرضية، ونرفع (العضايد) بطريقة غير مقنعة، والإدارات والاتحادات واللجان التي نركّبها هي التي ستختار القيادة (الأعلى) للرياضة السورية، (ما دخلني)، ولكن لا تقتلوا انتظاركم بأضغاث الأحلام، ونحن وإياكم إذا ما عوّلنا على مرحلة رياضية مختلفة فعلينا أن (نضغط) لاحقاً لتشكيل (لجنة نفض القوانين الرياضية) ووضع أنظمة جديدة قوامها (الاستراتيجية) لا (المقولات الجاهزة) والخطابية.
تستحقّ رياضتنا أن تمتلك أدواتها ومنهجها، وأن تحضر رجالاتها حيث يجب أن يكونوا، وأن تتخلّص من عفن عقود طويلة من الزمن، عليها وعلينا تجاهها أن نكون أكثر صدقاً مع أنفسنا، وأن ننتقل إلى (ثقافة الإنجاز الرياضي) لا أن نعود إلى شعارات (الرياضة الجماهيرية) لا نبذاً لها أو كرهاً بها، وإنما حتى لا تبقى ستاراً يختبئ خلفه الفاشلون.
غــانــم مــحــمــد