الســـــكن العشــــــوائي… مشــــكلة مزمنــــة تتــــورم باســــتمرار

العدد: 9462

الثلاثاء: 5-11-2019

 

مشكلة مؤرقة تعاني منها المدن والمناطق تتجلى بانتشار السكن المخالف بدون نظام وتنظيم وصعوبة التخديم والاعتداء على الأملاك العامة (شوارع – وجائب – مياه – كهرباء – صرف صحي وغيرها)، وقد تورمت وتوزمت مؤخراً خلال الأحداث المؤسفة المفروضة على قطرنا واستثمار حالة الفوضى وانشغال هيئات الدولة بتداعيات الحرب، في الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة والأراضي الزراعية.

تقصير المسؤولين في البلديات ومكاتب المتابعة والخدمات في مهامهم وأعمالهم شجع ضعاف النفوس على التمادي بالمخالفات وتفاقمها، ما يؤدي إلى انتشار القمامة بجانب الحاويات على الطرق وفي الشوارع وبين الأبنية وانتشار الروائح المؤذية والقوارض والحشرات الضارة الناقلة للشمانيا والأوبئة والأمراض، وكثرة الأعطال في قنوات الصرف الصحي وانتشار المياه الآسنة على الطرق والشوارع وبين المنازل، واشغالات الأرصفة والشوارع من قبل المحال التجارية والباعة الجوالين والأهالي لأغراض متعددة، والاعتداء على الأرصفة والشوارع من قبل تجار البناء والعقارات والأهالي وأصحاب السيارات ما يؤدي إلى عرقلة النقل والمواصلات ووجود الاختناقات والتسبب بالحوادث الخطرة وهدر وقت الناس أثناء السفر والتنقل.

في مناطق السكن العشوائي تكثر الأعطال في شبكات المياه والكهرباء والهاتف بسبب العبث والسرقة والحمولات الزائدة وتدني الخدمات الأساسية وغياب الإنارة الشارعية ووجود الروائح النتنة في كافة الأحياء بسبب التأخر في ترحيل القمامة وتعفنّها، والمطلوب تقديم الدعم للمجالس المحلية لتنفيذ خططها ضمن المواصفات والشروط والمدد الزمنية المحددة للحفاظ على البيئة وعدم تلويث الأراضي والماء والهواء، وتعزيز ثقافة التعاون بين جميع الأطراف لرفع سوية الخدمات المقدمة للمواطنين وسد الفجوات والهفوات التي يمكن أن يتسلل منها ويستغلها ضعاف النفوس وتجار البناء.
علينا تشخيص واقع السكن العشوائي وأوجاعه ومشكلاته التي تراكمت وتورمت وتوزمت عبر السنين وإصدار مخططات تنظيمية جديدة لكل منطقة تراعي الشروط البيئية والصحية وتأمين البنية التحتية لها مع مراعاة الحرص على وجود الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء والأشجار، وترسيخ مفهوم النظافة العامة والحفاظ على البيئة وتنفيذ حملات النظافة بشكل مستمر.
يجب معالجة واقع الأبنية العشوائية المتناثرة هنا وهناك، وهي مهمة ليست سهلة وتحتاج للكثير من الوقت كونها تمس شريحة كبيرة من المجتمع غالبيتها من الفقراء والمهجرين وأصحاب الدخول المنخفضة الذين دفعتهم الحاجة والحرب والظروف الصعبة للهرب والبحث عن الاستقرار في تلك المناطق.

نعمان ابراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار