العـــــدد 9461
الإثنين 4 تشرين الثاني 2019
يستحق قطبا كرة اللاذقية وفارساها العزيزان التهنئة الخالصة لما حققاه حتى الآن، فبعد أربع مباريات خاضاها في دورينا الممتاز تذوقا نكهة الفوز في ثلاث منها، يتنافس الفريقان بشرف على صدارة اللائحة، وإذا كان التفكير بالحصول على نجمة تشرينية ثالثة أو حطينية أولى يبدو مبكراً، إلا أن ملامح شخصية البطل بدأت تظهر على أداء الفريقين من خلال الاحترافية المتميزة لمدربيهما والذهنية العالية للاعبيهما.
صدارة البحارة تحققت بفوز مستحق على حامل اللقب جاء بالجهد والعرق والروح والإصرار وبامتلاك مهاجمين يستطيعون التسجيل في أي وقت، ومدرب محنك نؤكد مجدداً على الإشادة بقدراته الفنية وقراءته الصحيحة لكا يجري حوله على أرض الملعب وهذا ما نفتقده في العديد من مدربينا، ورغم أن الشوط الأول ترك الكثير من علامات الاستفهام وإشارات الاستغراب حول أداء البحارة الذين افتقدوا التنظيم الهجومي فأعطوا المجال لوسط وهجوم الجيش بحرية الحركة وامتلاك استحواذ (وهمي) لكنهم أجادوا الإغلاق المحكم لمناطقهم الخلفية عبر ثلاثة لاعبي ارتكاز، إلى أن تغير الحال في شوط المدربين وخاصة اتباع أسلوب الضغط من منتصف الملعب منح تشرين الأفضلية بتغييرات هجومية صنعت الفارق وحققت الفوز المستحق والصعب وهو يعتبر الثاني على أحد المنافسين على اللقب بعد (الوحدة) . .
وغير بعيد عن (ساحة اليمن) قدم حيتان حطين مباراة كبيرة أعادتنا بالذاكرة إلى زمن الهواية في تلك الأيام الجميلة، زمن الآغا والشعبو والكنفاني والجبلاوي والفرخ والكاظم والعابدين وغيرهم من الأسماء التي بصمت في تاريخ هذا النادي العريق، فأمتعنا المحترفون الحطينيون الجدد بأداء سهل مقنع ومتنوع هجومياً فيه من جماليات كرة القدم الكثير، وخطوط متناسقة وانسجام متناغم بين اللاعبين، وأظهر (الحيتان) جديتهم هذا الموسم بالمنافسة القوية على اللقب، وكما أشدنا بالكابتن ماهر بحري يجب أيضاً أن نرفع القبعات للكابتن حسين عفش الذي أثبت هو الآخر أنه من طينة المدربين الكبار خاصة باتباعه خطة لعب أرهقت المنافس وعطلت قدراته الهجومية والدفاعية، مع سرعة في الانتشار وتدوير الكرة وسرعة تبادل المراكز في منطقة المنافس، وتطبيق حالة (الظهير الوهمي) التي نجدها لأول مرة في دورينا من خلال اللاعب (جويد) إضافة لإعادة اكتشافه للمهاجم الشاب رأفت مهتدي الذي (اهتدى) أخيراً إلى طريق الشباك، مع الإشارة إلى وجود حالة من الاستهتار والتراخي واضاعة الفرص السهلة في مراحل اللقاء الأخيرة إضافة لتلقي الإنذارات شبه المجانية . .
ما نتمناه ختاماً للفريقين هو دوام استمرار التنافس الجميل والمثير على الصدارة كي لا يخرج اللقب من محافظتنا، وهو الذي يبدو الأقرب لأحدهما، مع ملاحظة أن المشوار ما زال طويلاً وأن هناك فرق انتكست في البدايات لكنها قادرة على أن تعود في القادمات (كالجيش والاتحاد مثلاً) . . وكذلك احترام جميع الفرق دون استثناء لأن كرة القدم تعطي من يعطيها بجهد وإخلاص وانتماء وروح وإصرار.
المهندس سـامــر زيــن