كــلام فــــي الكــرة….تشـرين وحطـين.. والمنفعـة المتبـادلة

العدد: 9460

الأحد: 3-11-2019

 شاءت الصدقة أن أكون أمام محطة القطارات المواجهة لمقرّ نادي حطين حوالي الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء، بالتزامن مع وصول أفواج جمهور حطين العائد من جبلة فرحاً بفوز فريقه على النوارس بهدف، حيث احتشد عدد كبير من هذا الجمهور محتفلاً بالفوز والذي أبقى الحيتان في صدارة مشتركة مع الجار تشرين الذي فاز بدوره على الجزيرة بأربعة أهداف مقابل هدفين، وأيضاً خرج جمهوره الكبير بأفراح عارمة..
وجود فريقي تشرين وحطين في المقدمة سيكون في مصلحة الطرفين، حيث سيحرص كلّ فريق على عدم التفريط بأي نقطة خشية أن يسبقه الآخر بالترتيب، وهذا بدوره سيرفع مستوى الدوري الذي نتوقعه أنه سينبض بما يقدمه هذا الفريقان وجمهوراهما الكبيران والرائعان، ولن يقلّ المشهد إثارة في الجولات القادمة، ولكن بإمكانه أن يكون أكثر جمالاً مع استمرار التزام الجمهورين وانضباطهما، والاكتفاء من قبل كلّ جمهور بتشجيع فريقه، الأمر الذي يجعلهم يشجعون فريقهم بشكل أفضل ويخففون عنه الضغط، والمنافسات هذا الموسم ستكون قوية جداً، وما أظهرته مباريات الجولات الثلاث الفائتة يؤكد هذا الكلام، إذ لا يوجد فريق ضعيف هذا الموسم، والإثارة في الدوري إلى مزيد..
يمتلك كلّ من تشرين وحطين مقومات الفوز باللقب هذا الموسم، وهذا الأمل لا يغيب عن حسابات أيّ منهما، والأكثر هدوءاً بدءاً من اللاعبين ووصولاً إلى الجمهور مروراً بالإدارة والكوادر سيكون الأقرب لقطف نجمة هذا الموسم، واللقب الذي سيكون بطولة حقيقية.
جبلة مستمر في معاناته، مع حديث عن أداء جيد قدّمه أمام حطين، والنتيجة الرقمية تؤيد هذا الرأي، ولكن في النهاية النقاط هي التي تحدد موقع أي فريق ومصيره، وعلى القائمين على كرة جبلة أن يعرفوا ما الذي يحتاجه الفريق، وربما لو أنّ الترغيب حضر بدل الترهيب قبل مباراتهم مع حطين لخرج الفريق بنقطة التعادل على أقلّ تقدير، ولا نحشر أنوفنا هنا بما لا نعلمه، ولكن نبني رأينا من خلال احتكاكنا مع القريبين من فريق جبلة والغيورين عليه، وبالمجمل قد تحدث الكلمة الطيبة فعلها وأنا ضدّ أن يتحدث البعض عن مصير محتوم ولم ننجز من الدوري بعد سوى ثلاث مراحل مع الإشارة إلى أن فريقاً بقوة فريق الطليعة وهو الآخر خسر مرّتين وتعادل في الثالثة..
أما الساحل (الطرطوسي) وبعد الفوز على الاتحاد في الجولة الثانية عاد ليسقط أداء ونتيجة أمام الوحدة بدمشق، ولئن كانت النتيجة غير مفاجئة إلا أن تقييم الذين تابعوا المباراة كان سلبياً فيما يخصّ أداء الفريق الأصفر والذي يحمل في جعبته ثلاث نقاط من ثلاث جولات.
هذه هي مواقف أربعة أضلاع الكرة الساحلية، نصفها في النعيم ونصفها في الجحيم، واستمرار نعمة المقدمة أو الخروج من وجع التقصير بحاجة لعمل كبير، وإلى صبر، وإلى (غيرة إيجابية) نتمنى ألا يتأخّر حضورها.
صافرة الدوري الممتاز بدأت تثير القلق باكراً، قرارات متسرعة ومترددة، وبدل مصارحة الصافرة بأخطائها من قبل المختصين هناك استماتة بالدفاع عنها وتبرير أخطائها..
طيلة متابعتنا لكرة القدم، لم تكن هناك وسائل مساعدة، وكانوا يحكّمون بـ (بلاش)، فلماذا الآن وكلما أخطأ حكم نقول إن تعويضاته قليلة وأنه لا توجد وسائل الاتصال، أو لا توجد تقنية (الفار)؟
الأموال التي دُفعت والإدارات التي حضرت بـ (مالها وثقلها) لن تقبل أن يُحرم فريق أيّ منها بسبب ما يسمى خطأ إنساني، فكل خطأ يرتكبه الإنسان هو خطأ إنساني، حتى القتل (قتل الجسد أو الأمل) هو خطأ، ولا يمكن أو لا يصحّ تبريره، وعندما يتسبب لاعب بخطأ أو أذية للاعب منافس هل يسامحه الحكم تحت بند (خطأ إنساني)؟
يفترض أننا في دوري محترف، وكل ما فيه يجب أن يكون محترفاً، وأن تؤجّل مباراة لفريق (24) ساعة بحجة تكافؤ الفرص لأن منافسه لم يلعب جولة الثلاثاء فهذا ليس عملاً هاوياً وحسب، بل هو لعب (أحياء شعبية) لأن الـ 24 ساعة إضافية التي أعطاها اتحاد الكرة لفريق الساحل على سبيل المثال استراح فيها أيضاً منافسه فريق الكرامة فما الفائدة من مثل هكذا قرار وإن كان بناء على طلب نادي الساحل؟
في الجولة الأخيرة من الدوري فاز الفريقان، واستمرا محلّقين في الصدارة معاً ويتقدم تشرين على حطين بفارق الأهداف، وهذه الحالة الإيجابية يجب أن ندعمها بشتى الطرق.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار