«مـــتر ورا مــــتر» طـــارت الحديقــــة.. مجلس مدينة جبلة يريد حفظ حقوقه فمن يحمي حقوق المواطن؟

العدد: 9460

الأحد: 3-11-2019

 

 

الزراعة أجـّرت أملاكها وتريد 400 م لإقامة سوق شعبي دائم!

بعض أعضاء مدينة جبلة: الحدائق ملك للمواطنين وليست للمجلس!

للتهرّب من القرار الخاطئ موافقة المجلس «مشروطة» بموافقات أعلى

لم يكد يجف حبر القرار الذي اتخذه مجلس مدينة جبلة في دورته الماضية منذ أقل من شهر، والقاضي بإزالة كافة الإشغالات من حدائق مدينة جبلة وإعادة تأهليها لتكون متنفساً للمواطنين حتى تتم دعوة المجلس لجلسة استثنائية، البند الأول فيها تخصيص جزء من الحديقة المركزية بمساحة 400 متر لصالح وزارة الزراعة، مديرية زراعة اللاذقية لإقامة سوق شعبي دائم لبيع منتجات المرأة الريفية وإشادة مطعم ريفي على أن تتكفل مديرية زراعة اللاذقية بالبناء والتجهيز (والله يكترخيركن).
العديد من أعضاء مجلس مدينة جبلة استهجنوا طلب مديرية زراعة اللاذقية وقالوا إن الحدائق هي أملاك عامة وهي ملك للمواطنين وحق من حقوقهم وليست ملكاً خاصاً لمجلس المدينة كي يقوم بتأجيرها أو استثمارها وهناك تعليمات وزارية بضرورة الحفاظ عليها وإزالة الإشغالات منها، واستغرب أعضاء آخرون أن تقوم مديرية زراعة اللاذقية بطلب للحصول على جزء من الحديقة والمديرية لها أملاك خاصة بها، ملاصقة لموقع الحديقة ومؤجرة من قبل المديرية منذ عشرات السنين وتستثمر كمقاهٍ و.. والأَولى أن تقوم مديرية الزراعة بإخلاء جزء من هذه الأملاك وإقامة السوق عليها وترك الحديقة (الملك العام) متنفساً للمواطنين ولفت آخرون إلى أن مديرية الزراعة سبق وتمّ تخصيصها العام الماضي بمساحة 100 متر في الجهة الغربية من الحديقة ولنفس الغاية وتمت إشادة مقر لبيع منتجات المرأة الريفية والبناء موجود ومفعل وبالتالي فمن غير المنطق تخصيصها بمقر آخر في الجهة الشرقية ولنفس الغاية.

وسأل أعضاء آخرون إن كان يحق لهم ذلك وكيف يمكن تغطيته قانونياً ومالياً!
قرار مشروط
المجلس وبعد نقاش مطول وتحفظ العديد من الأعضاء وبالتصويت توصل إلى اتخاذ قرار مشروط بموافقة الجهات الوصائية والقانونية في المحافظة قبل البدء بالعمل مع الحفاظ على حقوق مجلس مدينة جبلة (ويبقى السؤال من يحافظ على الحدائق العامة وحقوق المواطن فيها).
لنا كلمة
إقامة أسواق لبيع منتجات المرأة الريفية أمر في غاية الأهمية ويعزز عملية التنمية المستدامة ويشجعها ولكن لابأس أن تكون هناك دراسات منطقية لهذه الأسواق واختيار أماكن إقامتها بعناية وطالما أن هناك أماكن أخرى يمكن إقامة هذا السوق عليها وإشادة مطعم ريفي وباقي متمماته فلماذا نقوم بوضعه في حديقة عامة لعلها الحديقة الوحيدة المتبقية في وسط مدينة جبلة، ويبقى السؤال المطروح لماذا لا تتم إشادة هذا السوق على المدخل الشرقي لمدينة جبلة المساحة متاحة وغير مستثمرة وتشكل عبئاً على مجلس مدينة جبلة الذي يقوم بتنظيفها من الحشائش والبقايا كل عام إضافة إلى أن هذا المكان يملك كافة المقومات لإقامة سوق ومطعم لعل أهمها الربط الطرقي وعقدة مواصلات وقريب من كراجات الانطلاق حيث يتمكن المواطن في الريف من نقل منتجاته إلى السوق مباشرة دون تحمل أية أعباء كما أن هذا المكان وكونه قريباً من الأوتوستراد وعقدة مرورية يمكّن عدة مناطق أخرى كبانياس والقرداحة من الاستفادة من هذا السوق، نأمل من الجهات المعنية بالمحافظة التروي واختيار المكان الأنسب وكفّ يدها عن حدائق المدينة و(دمتم ذخراً للوطن والمواطن..).

حازم الورعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار