بلاد و عباد .. ننتظـــــر المزيـــــــد

رقــم العــدد 9459
الخميـس 31 تشرين الأول 2019

بشوق المحبين انتظرنا المطر الذي تأخر علينا هذا الموسم مسبباً خسائر كان وقعها ثقيلاً على البيئة أولاً وعلى موسم الزيتون ثانياً حيث يباس الشجر وجفاف الثمر.
كثير منّا- وبعيداً عن التنبؤات الجوية- عقد موعداً مع خير السماء مبتهلا، مردداً عبارات الرجاء والدعاء وبخاصة بعد مشهد الحرائق الذي كان كارثياً.
حديث المطر وانحباسه حبس أنفاسنا ودفعنا إلى حالة من الترقب وانتظار الهدية الأجمل للأرض والإنسان, أما وقد هلّ علينا خير السماء بعد رجاء فلنا أن نتصور حال شوارعنا بعد أول هطل مطري رغم تواضع كمياته, فرغم الفرصة الطويلة التي قدمتها الطبيعة للقائمين على صيانة المصارف المطرية, إلا أن ذلك لم يسعفهم في تهيئة شبكة التصريف لاستقبال الكميات المتساقطة.
مجلس الوزراء في جلسته قبل الأخيرة وجّه المحافظات لاستكمال استعداداتها واستثمار إمكاناتها لمواجهة موسم المطر وتحسين كفاءة شبكات التصريف المطري وبالسرعة القصوى وسيكون لنا متابعتنا لهذا الموضوع لاحقاً.
وعود على بدء فقد أفضى الحديث عن تأخر المطر إلى حديث عن البيئة والطبيعة وشكّل مادة جيدة تصلح لأن تكون مقدمة للتصالح مع البيئة نعيد من خلالها وصل حبال المودة والصداقة مع بيئتنا التي مارسنا عليها عدواناً لم تتوقف حممه الغادرة إلى أن اكتوينا بأفعالنا الجائرة المدمرة قال أحدهم: إن الطبيعة تنتقم شر انتقام من كل من يحاول أن يغير قوانينها أو يتعدى عليها. العدوان على الطبيعة التي اختل فيها التوازن ترافق مع تغير مناخي تعاطينا معه هو الآخر بجهل وتجاهل حيث لم تدفعنا التغيرات المناخية, وتراجع الهاطل المطري إلى إنجاز مشاريعنا المائية بسرعة توقف التدهور في المخزون المائي, بل على العكس تم استخراج كميات كبيرة من المياه الجوفية تجاوزت بكثير المتجدد المتاح ما أدى إلى تراجع كبير في المخزون الجوفي ظهرت تجلياته في نضوب ينابيع وآبار كانت عبر عقود مورداً جيداً وآمناً لاحتياجاتنا المائية.
ما يدعو للتفاؤل بإمكانية وقف التدهور المائي ومواجهة التراجع في الهاطل المطري هو مشروع السدات المائية الذي من المأمول أن يعيد رسم علاقة جديدة مع البيئة من خلال تنمية وحماية مكوناتها.
السدات المائية التي بادرت لتنفيذها وزارة الزراعة وأنجزت بعضها في مناطق مختلفة من المحافظة يمكن أن تشكل رافداً للمياه الجوفية, وتمكّن من سرعة التدخل في حال نشوب حرائق الغابات لزاوية توفير المياه اللازمة للإطفاء, عدا عن مساهمتها في إعادة التنوع الحيوي والجمالي وغير ذلك الكثير من الفوائد نترك الحديث عنها لمناسبات قادمة لأننا الآن بانتظار المزيد من خير السماء ليغسل وجه اليباس ويجدد حلم الحقول.

إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار