العدد: 9459
الخميس:31-10-2019
وإذ يهبّ صبا عطرك، مسافراً إلي، عائداً من مدى مسافات الضوء الكونية
يهلّ علي مثل الندى، يستريح مستلقياً على وريقات عمري المستباح للأفول، المنذور للاختزال، المبارك للعواصف والشقاء، كغيث حبسته السماء دهراً، فاشتكى طين جسدي، واستافت الروح غبار البين والعطش واصفر وردي حالماً بالاغتسال، والانعتاق من قيد القيظ، في عز كوابيس الوهم، وشتات الحقيقة، يبست مروج عمري، تصحر الفرح على شفاهي، وفي مهد فؤادي تهاوت أوراق شجري في مهب الريح، أهمس: هلا رددت قوافي التي ضاعت في دفق قصائدك الممطرة، المنهمرة
الراقصة على خبب نبضك ومتدارك إيقاع عمري الضائع الحزين، بلا قلب أعيش،
إياك أهديته، كالنوارس للشواطئ خلف متاهات اللحظات وراء المدى، مسافات الرحيل ترضعني للغربة الشقية تلقمني، تنعم بشقائي، بعذاباتي وحزني المقيم لا يفارقني، كأني وهو صنوان، وتردين: أيتها البقية من عمري وقد نحتته الخطا كأنها خبط عشواء في صخرة الكوابيس، عراها صولجان الخريف من بستان حياتي في روزنامة العمر، وكواليس الساعات في زمن أيامي، تقولين: أنا قبرة حقولك المزروعة بحنطة الشوق، المغتسلة الموسومة بحنان رجولتك، بفروسيتك قبلما يئن الأنين، المحرومة من فصول عمرك، دفتر دهرك، سجل أحلامك، وخوالي السنين.
ويرتد صداي: ردي إلي فؤادي، أنا من ضيعت فيك أحلامي، جبلته بفرح اللقاء لكني
أغفلت مواعيد الانتظار، أخليته من ساكنيه، والعابرين، وخبأتك أيها الفرح في خوابي صدري، عتقتك للعطاش القادمين، محوت كل الصدأ، كل الألم، كل الشقاء،
شرعت شرايينه لك،، أيا دروب البياض كوجه طفل ثلجي البهاء والطهر والنقاء، ما زلت أسمع منك، من كل جهات الدنيا، وفصول الأكوان: يا الفاتح مملكتي، المتربع شرفاتي، المتوج هواي: أهديك صولجان الهوى، عنب الخريف، وما خبأته لك من حنين، لا تسلني: رد قلبي، ما عدت أملكه، قد غدوت اليوم حارسه الأمين.
خالد عارف حاج عثمان