قــراءة في «حيــاة وشــعر الجواهــري» في ثقــافي جبـــلة

العدد: 9459

الخميس:31-10-2019

ألقى الكاتب والإعلامي عادل جبور محاضرة في المركز الثقافي في جبلة تناول فيها حياة وشعر الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري وكيف لجأ إلى سورية وعاش فيها وتكرم وردّ جميلها بأجزل القصائد حينما تنكرت له العراق ولم تحتف به أو تكرمه، طبعاً ككثير من شعرائها مثل الرصافي ومظفر النواب امتداداً للمتنبي.

وعلى هامش المحاضرة التقينا الأستاذ عادل جبور فتحدث مسهباً عن شعر الجواهري وكيف انتقل من العراق إلى سورية وكم أحبها وأكمل حياته بها فقال: عند كل الشعوب والدول متعارف أن الأدباء والشعراء والمبدعين هم قامات توازي وتترافق وترتبط أسماؤهم بأسماء الصروح التي تشتهر بها تلك البلاد، والأدباء والشعراء مدعاة للفخر كما تلك الصروح، حتى أصبح بعضهم رموزاً حضارية وتاريخية لدولهم وهذا ما لم يحظ به الجواهري بالعراق وبتاريخه وتراثه الشعري والأدبي، فكما كان المهاتما غاندي وطاغور وتاج محل للهنود وكونفوشيوس وسور الصين العظيم عند الصينيين، وبوشكين وتشايكوفسكي والكرملين عند الروس، ونابليون وديغول وجان جاك روسو وبرج إيفل عند الفرنسيين وأيضاً عند العرب ما تمثله الأهرامات وعبد الناصر ونجيب محفوظ وطه حسين للمصريين وقاسيون ونزار وعمر أبو ريشة ويوسف العظمة وماري وأوغاريت وأفاميا وأدونيس للسوريين، ومحمود درويش وسميح القاسم وطفل المغارة للفلسطينيين، كل ذلك لم يحظ به شاعرنا الجواهري إلا لدى القلة وبخفر أي بخوف إذ أنه حورب ومنعت أشعاره من التداول، حتى أتى إلى سورية فكانت له الحضن الدافئ والآمن والمدى الواسع لقصيدته الوطنية والغزلية، ومعروفة قصائده وأشعاره التي تغنّى بها بسورية وغوطتها وقاسيونها، وهنا كانت له عبارة مشهورة (من يحج إلى قاسيون لا يهزم ولا يعرف إلا الانتصار. . سورية غمرتني بفضلها وحبها كما الأم تغمر ولدها.. سورية موئل كل عربي أصيل لأنها رمز الأصالة والعروبة، كما قال: دمشق إن معي قلباً أضيق به يكاد من خلجات الشوق ينتزع ومعروفة قصيدته المشهورة بعنوان: دمشق جبهة المجد، التي قالها في دمشق عربون محبته لها وعرفاناً منه على احتضانها له:
شممت تربك لا زلفاً ولا ملقا
وسرت قصدك لا خبا ولا مذقا
وما وجدت إلى لقياك منعطفا
إلا إليك ولا ألفيت مفترقا
وكان قلبي إلى لقياك باصرتي
حتى اتهمت عليك العين والحدقا
وسرت قصدك لا كالمشتهي بلدا
لكن كمن يتشهى وجه من عشقا
وقد تسنى لي وبحكم عملي – والكلام للسيد جبور- بالإعلام مقابلة الشاعر الراحل وقد نثر تغزله وحبه لسورية وطيب العيش بين ظهرانيها وبين أهلها الطيبين، لقد وجد الجواهري ضالته في دمشق وطناً وحضناً وتكريماً لم يجده ببلده العراق، ونحن من باب الاحتفاء به وبشعره نحاول تكريمه ونحيي روحه الشاعرة من خلال المحاضرات والندوات لعلنا نفيه جزءاً من حقه.
يذكر أن المحاضر جبور عمل لفترة طويلة بمديرية الأخبار المصورة في التلفزيون العربي السوري وكتب في معظم الصحف السورية والعربية وله كتاب في الأدب الاجتماعي المعاصر، ومن المؤسسين الأوائل لاتحاد الكتّاب واتحاد الصحفيين في سورية ومن أعماله: قصة عواء الذئب التي حولت لتمثيلية تلفزيونية ومسلسل هجرة القلوب إلى القلوب.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار