العدد: 9459
الخميس:31-10-2019
يوماً بعد يوم تتكشّف حقيقة الإعلام اللبناني في تواطؤه المشبوه فيما يسمى (ثورات) شعبية، وانغماسه في تجنيد الشعوب وإثارتها ضدّ أنظمتها الحاكمة بوجهٍ أو بغير وجه حقّ، وفقاً لأجندات معدّة سلفاً وما على هذه الأدوات سوى تفعيلها على أرض الواقع، بما يخدم مصالح أسيادها الخارجيين وأحلامهم، وتحريك هؤلاء وفق أهوائهم الشخصية.
وأكبر مثال على ذلك قناة الجديد التي ما فتأت تثير النّعرات الطّائفية هنا وهناك، وتنبش في نفايات هذا الماضي وسواه، وتحرّض وتشعل الفتن وتلبس لبوس الحمَل الوديع، لتتخفّى خلف ستار الموضوعية ونقل (الحقيقة) المصطنعة وتزييف الوقائع، والسّير عكس التيار بما تشتهي سفن أولي أمرها ومموّليها وأسيادها.
ولئن باتت حقيقتها مكشوفةً للكثيرين وأماطوا اللثام عن هويّتها المشبوهة، وأدوارها اللا وطنية واللا عربية، وكونها لسانٌ ناطقٌ لما يريده زعماؤها وأرباب مالها، فإنّ أساليبها وطرائق بثّ سمومها تتقاطع والدّور المكشوف الملعون الذي انتهجته (الجزيرة) الصهيونية وقناة الفتنة (العربية)، وعلى ما يبدو فإنّ مَن بيدهم خيوط الإعلام باتوا بحاجةٍ إلى وجهٍ جديدٍ يسيّر تحرّكات الشارع ويلدغ بسُمّه ويلسع من خلف السّتار، فكانت ومازالت (الجديد) الموبوءة بآفات الغرب والقديمة بأمراض الصهيونية، تراهم يتصيّدون فرائسهم بذكاء.. يحيكون ويحبكون قصصهم كما يشتهون.. يندسّون كما السّمّ في العسل.. يتلاعبون ويحرّكون خيوط دُماهم بذكاءٍ وحنكةٍ وفطنةٍ لا تخلو من الدّهاء الذئبيّ الخبيث.
وهؤلاء وأمثالهم آن الأوان لكشفهم وفضحهم ورفع الغطاء عنهم، كي لا يستمرّوا في غيّهم وعماهم يعمهون، وكي لا نغرق في مزيدٍ من مستنقعات القتل والدّم والتدمير، ولابدّ من التيقّظ لهم، ونشر غسيلهم الوسخ واستئصال أورامهم وعقدهم الفتنوية، وأدواتهم الملطّخة بالنّفاق والفتنة والفساد..
ولتتعلّم الشّعوب الدّرس ويعتبروا ويتّعظوا من دروس الآخرين، إذ لا ينقصهم مزيدٌ من الحروب والويلات وما تجرّه من فقرٍ وخرابٍ وتشرّدٍ وفناء.
ريم جبيلي