العـــــدد 9453
الأربعـــــــاء 23 تشرين الأول 2019
هناك مشتركة وعناوين عريضة في رياضتنا قد يلتقي عندها القسم الأكبر من متابعي الرياضة المحلية، لكن ثمة تفاصيل أساسها وجهات نظر ومن الصعب بمكان أن يتفق عليها إلا عدد قليل، وهذه ليست مشكلة، والمشكلة فيمن يرفض هذا الاختلاف، ويعتبر نفسه أن (الصحّ الوحيد) في هذه الدنيا!
الرأي مرفوض، والرقم مرفوض، والوقائع لا قيمة لها لدى من لا يرى أبعد من أنفه، ومع هذا لا نقرب أي رأي إلا بالاحترام، ولكن على من يريد أن يحترم الناس رأيه أن يحترم هو رأي الآخرين، ولا مشكلة عند أي صاحب رأي حقيقي إن تمّ تفنيد رأيه بالحجج والبراهين، أما التجريم بـ (الرأي) فهذه التهمة غير موجودة إلا لدى متابعي الرياضة في بلدنا!
من حقّ أي شخص أن يفرح للفريق الذي ينتمي إليه ويشجعه، وأن يبالغ إلى أبعد مكان في التعبير عن فرحه، لكن مصطلحات مثل (الفريق الفلاني تمّ الدعس) فإنّها لا تمت للرياضة بأي صلة، ولا تعبّر عن أي ثقافة رياضية وتصيب قائلها بتهمة الجهل والتخلف والغوغائية!
ومن حقّ أي شخص أن يقتنع بأي شيء ولو لم يكن مقنعاً (أداء فريق، أداء لاعب، أداء مدرب.. إلخ)، لكن ليس من حقّه أن يفرض على الآخرين أن يرووا ما يراه!
يا جماعة، حتى في الحروب، وعندما يكون المتحاورون من طرفين متخاصمين فإن كثيراً من الاحترام وأدبيات الحوار يبقى قائماً فلماذا لم تفرز الرياضة أي ثقافة جميلة خاصة بها؟
موسمنا الكروي في بدايته، ومع هذا بدأت هذه السيمفونيات المرفوضة، وكأن الفضاء الرياضي استبيح لبعض القراصنة فقط..
لا نقبل أن يكون خارج هذا الفضاء، ولن نسمح لأحد أن يفرض علينا قوانينه المريضة فيه، والرياضة بشكل عام، وكرة القدم السورية بكلّ تفاصيلها تعنينا ولن نتفرّج على من يسرقها منّا.
غــانــم مــحــمــد