العدد: 9452
الثلاثاء: 22-10-2019
يعد الخط العربي من الفنون التشكيلة التي تمكن الفنان عبر الخطوط الكتابية أن يتفنن ويتلاعب بشكل الحروف والكلمات ليخرج بلوحات فنية رائعة الجمال يقدم من خلالها رسائل حب وسلام، والخط العربي هو الحركة والتناغم والانسيابية والجمال وتحويلها لمفردات تشكيلية تكون الكلمة والحرف والخط وحتى الفكر في اللوحة المرسومة، وقد تحول الخط إلى توظيف جمالي تشكيلي وفني وإلى غاية جمالية تضاف وتطغى على الحرف لتواكب كل ما هو جديد، والفنان عمر طه ابن مدينة الحفة كان له أسلوبه الخاص عبر دمج الخط بالرسم بلوحة فنية تحمل بين ثناياها رسائل ودلالات معينة، وهو رسام تشكيلي وخطاط استطاع أن يخط لنفسه طريقاً مميزاً في عالم الفن والحروفيات عبر لوحاته، شارك في عدة ملتقيات فنية داخلية وخارجية، حيث قال:
أنتمي لأسرة تعشق الفن مما أسهم بتكوين شخصيتي الفنية وتنمية الحسّ الجمالي لدي وصقل تجربتي الفنية بالخبرة، وأضاف عمر طه: بدأت هواية الخط منذ سن مبكرة وكنت أمارس عملية كتابة الأحرف والكلمات بخط جميل وفي سن متقدم بدأت بممارسة هواية الرسم والفن التشكيلي ثم عملت على توسيع فكرة الرسومات الخطية أو فن الحروفيات عبر دمج الخط بالرسم بأسلوب خاص، وتابعت مشواري الفني فالفن بالنسبة لي حكاية عشق ما برحت ترسم في حياتي أجمل اللحظات مشيراً إلى أن الرسم والخط يعنيان لي الكثير.
* هل اعتمدت الموهبة فقط في مسيرتك الفنية أم قرنتها بالدراسة الأكاديمية؟
** الموهبة هي الأساس بالنسبة لي ومن ثم التشجيع والمثابرة، وعشقي للحرف ليس وليد اللحظة بل هو عشق تاريخي عشعش في وجداني منذ الصغر وتبلور من خلال البحث الدائم عن تنويعات وتطورات أشكال الحروف والتجريب بما سمحت الأدوات ولقد جاءت دراستي الأكاديمية تتويجاً لتلك التجارب وصقلاً للموهبة ويمكن القول إن الدراسة الأكاديمية أثرت في مسيرتي الفنية وأضافت إليها الكثير من الخبرة وانعكس ذلك على لوحاتي فالموهبة وحدها لا تكفي ما لم تدعم بالاطلاع والدراسة فالإحساس وحده لا يصنع فناناً.
* حبذا لو تحدثنا أي الخطوط تكتب وما الذي يميز هذا الخط؟
** هناك الكثير من أنواع وأنماط الخطوط العربية، والأنواع الرئيسية والأساسية تصل إلى 12 نوعاً ومنها يتشعب ويتفرع أنواع خطوط أخرى، ولكل نوع من أنواع الخطوط العربية جمالية خاصة تصادف ذوقاً معيناً محبباً لدى البعض وبالنسبة لي أجد كل أنواع الخطوط جميلة لكن المفاضلة بين هذه الخطوط يرتبط بموضوع اللوحة وطبيعتها فالخط الديواني بما يمتلكه من انسيابية يمنح الفنان حرية الحركة وخط الثلث الجلي بما يتميز به من تشابك وتداخل يختصر المساحات ويوفر عنصر الألفة.
وقال طه: تابعت الخطوط جميعها بشغف شديد وبدأت بصنع نوع من الكتابة معتمداً على تطوير شكل الحروف التي أستقيها من كل أنواع الخطوط العربية مشيراً إلى أن الحرف العربي أشبه بقطعة العجين قابلة للتطويع والانضواء إلى أي شكل، واعتمدت الدائرة لأنها تعني الحياة المتعاقبة التي لا تعرف التوقف وقد لاقت تجربتي استحسان الكثير من الناس وبدأت أنشرها بأسلوبي الخاص .
* ما الأدوات التي تستعين بها ﻹغناء لوحاتك الفنية؟
** إن الحديث عن تقنيات محددة للوحة هو ضرب من الإجحاف بحق الفن والفنان معاً فالفن هو فن بقدر ما هو إبداع متجدد ومهما تقاطعت الأعمال بأولوياتها المختلفة من أدوات وألوان وتقنيات إلا أنه يبقى لكل لوحة خصوصية يمكن أن تكون حذفاً أو إضافة لإحدى هذه التقنيات، واستخدمت مواد مختلفة لصناعة لوحاتي مثل الرمل، الإكرليك النافر إضافة إلى الألوان الزيتية لإغناء الحوار البصري.
* هل تلقى لوحاتك خاصة وهذا النوع عامة إقبالاً من الجمهور برأيك؟
** إن كل إنجاز حامل لخصائص استثنائية ومتميزة في استلهام الجمال قادر على خلق حوار ذوقي ولفت أنظار المتلقي بكافة مستوياته، وإن الحرف العربي في الفن التشكيلي في إطار توظيفه برمزية وتعبيرية يحرص على الدوام على رونقه بالكلمة والجملة ويستدعي انتباه أهل الفن فمسعى كل فنان طبيعي أن ينال فنه نصيباً من النقد لأن النقد هو التقويم والتقييم وأحاول أن أثبت قدرتي على التفرد بلوحاتي الحروفية بما تمتلكه من مخزون هائل وأضاف طه أن تطعيم الأعمال التشكيلية بالحرف العربي هو نوع من الانتماء للهوية العربية.
* ماذا عن مشاركات الفنان عمر طه وما الجديد الذي يحضر له؟
** كان لي معرضان فرديان بمدينة الحفة، ومعرضان فنيان في دمشق الأول في مركز ثقافي المزة عام 2007، والثاني بصالة ناجي العلي عام 2008، وشاركت بمعرض تضامناً مع أهلنا في غزة عام 2009 بصالة الباسل باللاذقية، وكان لي عدة مشاركات في مهرجان المحبة، ومعرض جماعي يضم نخبة من الفنانين بالوطن العربي الذي أقيم في الأكاديمية البحرية باللاذقية، ومعرض جماعي بمناسبة عيد الثقافة كما شاركت في مهرجان القلعة والعناب لثلاث سنوات متتالية، وهذا العام كان لي أيضاً مشاركة في مهرجان عالية في لبنان، إضافة إلى المشاركة بعشرات المعارض داخل القطر وخارجه وشاركت بعدة ملتقيات فنية داخلية وخارجية.
* أقرب المخطوطات إليك وأكثرها تعباً وجهداً؟
** كل لوحة هي جزء مني لذا لا أستطيع التفريق بين لوحاتي وبالنسبة لي من يخط هذه الحروف فهو يهيم في عالم آخر لا يعلم مدى تأثيرها على نفسه وروحه إلا من يجرب ويعيش وحدته مع لوحته وريشته، ولوحاتي تتميز بالجانب التشكيلي ولها فكرة وفيها كلاسيك أكاديمي وبصمة تشكيلية خاصة عندما تكون حروفية متشابكة ومتداخلة تعطي شكلاً جميلاً فالحروفيات تعطي متسعاً من الثراء والتعددية للإنتاج الفني غير اللوحة المقروءة وأنا كفنان أفهم العلاقات والمساحات والمنظور والأبعاد والألوان وأدخل فيها التصميم والتنوع وهذا لا يكون عند الخطاط الكلاسيكي.
* كلمة أخيرة تود قولها؟
** إن كل فنان أصيل يجب أن يبدع في مجال فنه وعمله لا أن تكون فقط مقلداً لما قبله إنما ينطلق نحو التجديد والإبداع، فالحروفية هي تنقيب بأرض الخط العربي عادة ما تعطي جماليات جديدة وأنا أمامي الكثير من المشاريع والأحلام التي سوف أسعى جاهداً لتحقيقها وأنطلق بلوحاتي الفنية الخطية المتكاملة العناصر لتكون رسالة حب وسلام أجوب بها أصقاع العالم.
داليا حسن