العدد: 9451
الاثنين: 21-10-2019
لكل صدمة حالة نفسية خاصة يعيشها من يتعرض لها حسب قوة شخصيته وقدرته على التأقلم والتكيف مع المجتمع.
* لميس حماد (مدرب تنمية بشرية)، اختصاص علم اجتماع: اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية خطيرة تتطلب العلاج ويمكن أن تؤثر على أي شخص تعرض لحدث صادم، وقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة من إحساس قوي بالخطر مما يجعلهم يشعرون بالتوتر أو الخوف حتى في الحالات الآمنة وتقسم هذه الأعراض في أربع مجموعات:
إعادة التجربة: ذكريات الماضي والتي يشعر فيها المريض وكأن الحدث يحدث مراراً وتكراراً ذكريات حية وتطفلية ولهذا الحدث كوابيس متكررة عنه تتسبب في عدم الراحة النفسية أو الجسدية عند تذكر الحدث.
التجنب واللامبالاة العاطفية وعدم الاهتمام في الأنشطة اليومية, فقدان الذاكرة للحدث الفعلي، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر، تجنب الناس أو المواقف التي قد تذكر بالحدث.
الاثارة والانفعال: صعوبة التركيز، استجابة مبالغ فيها للأحداث المروعة، شعور دائم بالخدر، التهيج، نوبات من الغضب، عدم القدرة على النوم، أو البقاء نائماً.
الإدراك والمزاج: الأفكار السلبية التي تسبب مشاعر مشوهة مثل الشعور بالذنب أو القلق أو اللوم إضافة إلى مشكلة في تذكر الحدث وانخفاض الاهتمام بأنشطة ممتعة مرة واحدة، إضافة إلى ذلك قد يعاني الأشخاص الذين يشكون من الاضطراب ما بعد الصدمة من الاكتئاب ونوبات الهلع ويمكن أن تسبب نوبات الذعر.
* السيدة نهال (أم محمد)، موظفة: بعد وفاة زوجي بقيت وحيدة مع أربعة أولاد وتخلىَّ الجميع عني، حالات نفسية متعددة عشتها برفقتهم ولا أستطيع وصفها، خوف وقلق وكوابيس وشعور بأن الموت يحوم فوق أبنائي ويريد خطفهم، وعدم الشعور بالأمان والأسوأ أنني عملت على تدمير نفسية أبنائي بسبب خوفي على فقدانهم وحجزهم في البيت مما بث ضعف في شخصيتهم وعدم قدرتهم على أخذ القرار وغالباً ما كان الفشل في كل خطواتهم، ولكن بعد عدة سنوات خرجت من الأزمة عند عودتي إلى المجتمع ورؤية حالات أصعب بكثير من حالتي لذلك عملت على تهيئة جديدة لحياة أولادي وأنصح كل من يتعرض لصدمة أن تكون سبب قوتهم ودفعهم إلى الأمام.
* نزار، شاب في العشرين: تعرضت لحادث دراجة نارية وكان الحادث أليماً بسبب سرعتي الزائدة وتم بتر أحد أطراف قدماي وأنا في عمر صغير، فكيف سأعيش وأنا في هذا العمر بعد أن كنت أطير كالعصفور، والآن أصبحت بحاجة إلى من يمد لي يد العون والمساعدة، اضطرابات أعيشها وتعكر مزاج، وشعور بقلق وتوتر دائم امتنعت عن الطعام رغبة مني بالموت ولجأت إلى شرب الكحول والسهر وكلما سمعت صوت دراجة أو سيارة مسرعة يصيبني صراع في رأسي وأصبح كل شيء في حياتي سيئاً، ولكن بعد الأزمة التي مرت بها سورية وأصبح الكثير من الشباب كمثلي حتى أن أوضاعهم الصحية أصعب بكثير من وضعي خفت حالتي النفسية، وأصبحت الآن أعيش من تعبي وأبيع الألبسة أمام أحد المحلات، وعندي أمل بأن أصبح صاحب محل كبير ويجب أن نعلم جميعاً أن الحياة حلوة بكل ظروفها وتستحق منا أن نعيشها بسلام وبحذر ووعي لكل خطوة نقوم بها.
معينة أحمد جرعة