لمــــــن يــــغرّد القلــــــب أكثر في حياتنـــــا العاطفيــــــة؟

العدد: 9450

 الأحد-20-10-2019

 

أشخاص كثيرون نحبهم في حياتنا ولكن أحياناً قد يكون هناك طرف معين ترجح فيه كفة الحب والعطاء العاطفي وتكون له الأولوية في الرعاية والاهتمام فمن هو الطرف؟ خاصة إذا كان الخيار محدوداً بين الأهل والشريك والأولاد؟ ولماذا نميز أحياناً بين طرف وآخر؟ وهل هذا التمييز طبيعي أم أنه يخفي وراءه أسباباً عديدة قد نجهلها نحن عن أنفسنا؟
إن كل طرف من هؤلاء له محبة خاصة ورعاية معينة وذلك تبعاً لكل مرحلة نمرّ فيها، ففي بداية حياتنا يكون الأهل هم الأصل والأساس بالنسبة إلينا حيث نتلقى في أحضانهم أول دروس الحياة ثم نكبر وتكون لنا حياتنا الخاصة ونبني أسرة جديدة.
وهناك مثل شعبي يظهر مدى أهمية الأهل والعائلة في حياة الفرد (الأهل ملح العجين)، وإن الإنسان الذي ليس له أمان لأهله لا يمكن أن يكون له أمان لأحد في المستقبل حتى زوجته وأولاده.
وقد ترى بعض الأمهات أن محبة الأولاد بالنسبة إليها قد تفوق محبة الجميع بما فيهم الزوج والأهل حسب رأيهم لأن الضنى يراه القلب قبل أن تراه العين وبعد أن تراه العين يصبح أغلى من الروح، ومهما حاولت أن تعدل بعطائها العاطفي ما بين زوجها وأولادها ستتغلب محبة (الضنى) أكثر فالعاطفة الأقوى للولد والاحترام للزوج والصداقة للأهل خاصة عندما يكون الأولاد بأمس الحاجة لرعاية وعطف الأم أما بعد أن يصبح الأولاد في سن الرشد وينغمسوا في حياتهم الجديدة مع أسرهم تعود محبة الزوج لتأخذ الأولوية لأنه سيكون في نهاية الحياة هو الونيس الوحيد ويمكن أن نرى بعض الأمهات يقولون إنه من الصعب التحديد بدقة من هو الطرف الذي ترجح له كفة العاطفة أكثر وخاصة بين الزوج والأولاد، لأن بعد الزواج تتحول كل المحبة أو العاطفة التي كانت للأهل إلى الزوج والأولاد.
فالزوج لا شك أنه يمثل بالنسبة إلى المرأة السند الوحيد ومصدر الأمان في المستقبل البعيد بعد أن تفقد الزوجة أبويها ويتزوج إخوتها وأولادها ويستقلوا بحياتهم.
وبما أن الأولاد حشا الروح وجمرة القلب المشتعلة دوماً عندها يمكن أن تتساوى العاطفة بين الزوج والأولاد.
وهناك رأي آخر لبعض الأمهات يقول إنه من الضروري الإنصاف بالعطاء العاطفي والاهتمام بين الأهل والشريك والأولاد وأن كفة العاطفة قد ترجح للزوج أكثر في بعض الأحيان، لذا يجب أن تكون له الأولوية بالاهتمام والمحبة لأنه عندما تخرج فتاة من بيت أهلها إلى بيت زوجها يصبح الزوج حاضرها ومستقبلها وسندها الذي يحميها من ويلات الزمن خاصة إذا كان صاحب مسؤولية ومعطاء وحنوناً ومخلصاً وصادقاً وسنداً حقيقياً لزوجته، فالرجل الذي يملك كل هذه الصفات الجيدة والأخلاق النبيلة يُغني المرأة عن كل العالم حتى عن الأولاد الذين ليسوا لنا في النهاية كما يقول جبران خليل جبران وكذلك الزوج هو سبب الأولاد والركيزة الأساسية في الأسرة،
فعندما تكون علاقته مع الزوجة مبنية على الحب والتفاهم والعطاء المتبادل سينعكس ذلك إيجابياً على الأسرة كلها، والزوج هو الطرف الآخر من المعادلة فمنهم من يشعر بأن الزوجة هي كل شيء في حياته لأن الزوجة الصالحة هي التي تشارك زوجها بالسراء والضراء.
وفي الختام أرى أن ليس هناك قاعدة مطلقة في موضوع المحبة فالأمور دائماً نسبية في العلاقات الإنسانية وبالتالي لا نستطيع أن نجزم أن عاطفة الأبوة أو الأمومة تفوق كل أنواع العواطف الأخرى لكن من الواضح أن الإنسان دائماً يبحث عن الأمان والاستقرار والحب والحنان، عندما يجد هذه العناصر يميل القلب بالتأكيد إلى الطرف الذي يمنحه كل ذلك.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار