العدد: 9449
الخميس :17-10-2019
انطلق بابتساماته كالمياه الجارية، ليتجنّب متاعب النّاس ومواجهاتهم الحزينة، لكنّه فوجئ بالصّدّ والسّخريّة، وما الابتسامة إلا ممسحة لواجهةٍ متّسخة ما تكاد تزال طبقة الصدأ تلك، حتّى يحلّ مكانها صدأ جديدٌ.
قرّر في يوم آخر، استخدام الكلمات الشّبيهة بوجبة ربيعيّة تزيّنها الألوان لكنه وفي كلّ مرّة كان يتلقّى ردوداً تصفه بالجائع الذي يكذب على بطنه!
قبل أيّام توقّف الكلام، فقيل بأنّه يخبّئ الكثير من الأسرار وعليه الإفصاح عنها،
ولأنّه لا يملك سوى الرغبة في حبّ الآخرين، فكان يهتز في سيره على الطرقات بثوبه الغريب غصناً أخضر ويقول: أما من شجرة تأويني؟
لقد نسي أنه في زمن (المعسل) بتنباكه و(نارجيلته)، وقد طبخ ذلك (المعسل) الجذوع والأغصان والتهم نارها!
لم لا وقد تصحّرت الشّرفات، وباتت الأزهار في دكاكين البيع، ومعظم من يدخلها هم أصحاب المناسبات أو الذين يتسابقون إلى الشراء.
حق الموت عندهم سلعةٌ بإمكانهم شراؤها.
ولأنه كثير التّسكّع، صادف شاباً وفتاة لا يتجاوز عمراهما زيتونة فتية, يقفان على مقربة من مكبّ للنفايات وبعابري السبيل الذين يفجّرون ينابيعهم الصغيرة كلما اضطرّتهم الحاجة.
الشاب والفتاة مازالا يختصران أسباب وقوفهما، طالما أنّنا في زمن يبرر لأسوأ الأشياء على أنّها مقبولة!!
كم تمنّى صاحب المجاملات المكسورة بتسكعه لو يجمع أيّامه، ويرحل بعيداً.
سمير عوض