العـــــدد 9447
الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019
افتتحت المستشارية الثقافية الإيرانية في اللاذقية بالتعاون مع جامعة تشرين (معرض الفن الإيراني) الذي تضمن لوحات فنية وصوراً لمعالم سياحية وصناعات يدوية، وتخلل حفل الافتتاح كلمة ترحيبية للدكتور بسام حسن رئيس جامعة تشرين حيث رحب من خلالها بالحضور وأشار رئيس الجامعة أن المعرض يشكل جسراً للتعاون الثقافي والفني والتاريخ المشترك بين الشعبين السوري والإيراني، ويؤكد أهمية الفن بكل أشكاله في حياة الإنسان ودوره في نشر القيم الإلهية والحضارية وتعزيز التعاون بين الدول وتخطي الحدود، كما أكد الدكتور حسن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدمت نماذج في تطوير الذات والثقافة والأصالة وأثبتت نفسها كدولة محورية في المنطقة والعالم مقدماً التحية لأرواح شهداء سورية وإيران الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة قوى الطغيان.
كما ألقى السفير الإيراني الدكتور جواد ترك أبادي كلمة بدأها بالتحية: حماة الديار عليكم سلام متمنياً النصر والسعادة وكل الأناشيد التي تنشر الخير وتبشر به، مؤكداً أن إقامة معرض الفن الإيراني في رحاب جامعة تشرين المكان الشامخ الذي يرقى باسم الانتصار تشرين ويرقى باسم القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد الذي أسس هذا الصرح الجامعي العظيم و لقاؤنا تجسيد للمحبة وعلاقات التقارب التاريخية بالعلم والثقافة والفن التي تجمع الشعبين، مؤكداً أنه إن استطعنا أن نبني للحاضر فنكون أسسنا للمستقبل فأجدادنا والأجيال التي مضت من قبلنا على هذه الأرض التي احتضنتنا نحن كشعوب تعارفت دائماً على مر التاريخ، منوهاً لعمق العلاقات الثقافية، متمنياً استمرار وتمتين علاقات الصداقة وتحقيق المزيد من الانتصارات على جميع القوى الخارجية الهادفة لزعزعة أمن واستقرار سورية وإيران.
كما ألقى رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية فريد رسلان محاضرة بعنوان: واقع الفن التشكيلي الإيراني بعين الفنان السوري، حيث بدأ محاضرته قائلاً: انطلاقاً من أن الفن لغة عالمية فليس من الصعب على أي فنان أو أي مهتم بالفن أو حتى المتلقي العربي من أن يقرأ العمل الفني ويتمتع بجمالياته ويتواصل مع مضامينه ومعانيه مهما بعدت المسافات واختلفت اللغات بين المبدع والمتلقي من هذا المنطلق وبعد اطلاعنا على العديد من مخطوطات المتاحف واللوحات والمنحوتات، والأعمال الفنية التطبيقية إضافة إلى ما شاهدناه من المنشآت المعمارية الحديثة والتراثية مشيراً إلى بعض نقاط التشابه بين الفن السوري والايراني بداية من التاريخ الحضاري وإظهار الخصائص المميزة للفن الإسلامي وما يتضمنه من زخارف وخطوط عربية وفارسية ومشغولات نسيجية ومنمنمات، والتأثر بالفنون الأوربية كما سلط الضوء خلالها على الجوانب الهامة المتعلقة بالفن التشكيلي الإيراني وارتباط الفن في البلدين بالقضايا الوطنية والتزام الفنانين في التعبير عنها وتركيز الفنانين السوريين والإيرانيين على إبراز الخصائص المميزة للفن الإسلامي.
وفي لقاء مقتضب مع السيد حسين الحسيني الملحق الثقافي الإيراني في اللاذقية شكر من خلاله الدكتور لؤي صيوح أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في جامعة تشرين وبسام حسن رئيس الجامعة اللذان أتاحا لنا فرصة إقامة هذا المعرض الذي يعرض جزءاً من الثقافة والتراث الإيراني مضيفاً أن سورية بلد عظيم بكل معنى الكلمة لديها تاريخ عريق وثقافة عظيمة موغلة في القدم وعلى كل السوريين أن يفتخروا بحضارتهم وثقافتهم، ويضم المعرض 60 لوحة فنية لأهم المعالم الأثرية والسياحية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية و100 عمل يدوي واحتوى المعرض إلى جانب اللوحات الفنية على تحف متنوعة، استخدم الفنانون فيها مواد مختلفة، إلى جانب المشغولات اليدوية، والكثير من الأفكار، تلك التي تشير إلى توهج الفنون الجميلة في إيران.
ولعل أول ما يلفت النظر في المعرض من تحف فنية ولوحات هو ما فيها من عظمة وفخامة، ولكنها عظمة باهرة، ومشربة بالدقة وحسن الذوق والبراعة من أوان خزفية ومزهريات ولوحات تزيينية ومشغولات نحاسية، ملونة، وشتى أنواع الخزف من الأواني والتحف، وأكواب وسلطانيات وأباريق وفناجين وبرنيات وقوارير، ومسارج وأقداح وكؤوس، وصحون مختلفة الشكل والعمق، وأزيار وعُلَب ومباخر وفضيات (المينا، السماور ) و أدوات مكتبية والسجاد الإيراني الشهير الذي يعد واحداً من أهم الفنون الإيرانية، وتعد صناعة النسيج والسجاد جزءاً أساسياً من الثقافة الفارسية ويعود تاريخها إلى بلاد فارس القديمة، ومعروف أن إيران أكبر مصدر للسجاد في العالم.
و تميزت لوحات المعرض بالعناية بأدق التفاصيل كما هو معروف عن الفن الإيراني فالأعمال النحاسية والخزفية تعدان أحد أقدم الفنون الإيرانية منها: الأواني ومنها اللوحات التي حاكت أجمل المعاني بدءاً من الإطار المشغول وصولاً إلى أدق تفصيل باللوحة ولوحات خط بالفارسية لفنانين إيرانيين نذكر منهم: جواد بختياري، قاسم غلامي، عباس أخوين، فريدون عليا، جليل رسولي، غلام رضا أمير خاني، ولوحات فنية آسرة الجمال نذكر منها: لوحة بعنوان البنت خليلة أمها للفنانة نعيمة نفيسي، الأمومة للفنان منوجهر ملكشاهي، فرط الحنان للفنان كاظم برنا، جموح الخيول للفنان مهدي علي زادة، صخب السوق للفنان رحيم نوه سي، لوحة صامتة للفنان ما شاء الله صادقي ، الانتظار للفنان مرتضى كاتوزيان، الجمال ينطق لمهدي علي زادة و غيرهم .
جاءت كلها تحكي قصة عراقة وأصالة بأدق التفاصيل جسدتها لوحات وأعمال يدوية ينحني الجمال لها، كل هذا العبق الساحر كان اليوم بمعرض الفن الإيراني وقيل قدر لبعض الشعوب أن يكون لها في تاريخ المدنية شأن خطير، وأن تكون في ميدان الفنون إماماً ينسج الآخرون على منواله ويقتفون أثره، وعلى رأس تلك الشعوب الإغريق والإيرانيون وأهل الصين. هذا وحضر افتتاح المعرض أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور لؤي صيوح ومحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم ومستشاري السفير الإيراني للشؤون السياسية والثقافية وقيادات سياسية ودينية وإدارية وحشد من المهتمين.
رواد حسن