العـــــدد 9447
الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019
مجموعة قصصية جديدة للكاتب عصام حسن صادرة عن دار التكوين السورية 2019، تقع المجموعة في 177 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن 16 قصة، تتناول قصص الكتاب العلاقات الاجتماعية من منظور إنساني.
وتخوض في تفاصيل الحياة اليومية للسوريين، لتسلط الضوء وسط هذا الخراب على ملامح الجمال من حبّ وصداقة وحياة عائلية، وغير ذلك مما يبعث على التفاؤل والأمل ويعيد الثقة بقدرة السوريين على النهوض من جديد.
والمقصود بحياة السوريين هو (الواقع، والمتخّيل، والمزيج بين هذين العالمين).
قد يجد القارئ بعض الأفكار الصادقة هنا وهناك، لكن تبقى هذه الأفكار منسجمة مع السياق العام للنّص وتشّكل ضرورة فنية لاكتماله.
وللحبّ نصيب كبير، ونستطيع القول إنَّ الحبّ هو (بطل) جميع القصص، حتى وإن لم يعبّر عن نفسه بشكل مباشر أحياناً، كما في قصة (رأيت غزالاً على شاطئ البحر) وقصة (إلا عطرها) التي تتعرض لأفكار ومفاهيم فكرية إشكالية، ومن يقرأ هذه المجموعة بهدوء وبروح نقدية سيلاحظ بلا ريب في بعض القصص آثار الحرب التي تدور في سوريا، وسيّشّم رائحة البارود المتصاعدة من بين السطور، كما في كل من القصص التالية (عندما فقد أبي الأمان) و (فدائيون بأسنان لبنية) و (سبّابة عمي فارس).
إذاً المجموعة هي حوار فكريّ بأسلوب أدبيّ يمتدّ على طول صفحاتها.
حوار هادئ وعقلاني، قد لا نتفق مع بعض أفكاره المطروحة، ولكن بالتأكيد سيحّرضنا على التفكير، وإعادة النظر بالبديهيات التي تربينا عليها.
ومن قصة قبلة لماريانا التي عنون الكاتب مجموعته بها نختار: كنت أعرف أن رفيقاتي معجبات به بشدة، لكنّي كنت مريضة به، أفكّر فيه ليل نهار، أكتب اسمه على هوامش دفاتري وكتبي بأحرف سرّية اخترعتها من أجله فقط، أسرق بقايا قوالب الطباشير الصغيرة التي يرميها جانباً في نهاية كل درس أتكلم عنه مع من ألتقيهم وأسألهم بشغف: أتعرفون الأستاذ جواد؟ ثم أبدأ بسرد الحكايات.
بعضها لا أصل لها وبعضها حقيقية.
بقي للقول: عصام حسن رسام كاريكاتور وكاتب مبدع من اللاذقية، له مؤلفات عديدة منها: (ماقلّ ودلّ، وهيك وهيك).
مهى الشريقي