المكــــان في الروايــــة…

العـــــدد 9447

الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

 

أقامت جمعية بانياس الثقافية محاضرة بعنوان الطوبوفيليا وعناصر الطبيعة الأربعة ألقتها الروائية فائزة داؤد تحدثت فيها عن أهمية المكان في الرواية وأكدت أن المكان لا يقل أهمية عن الأبطال الفاعلين فيها، وتابعت قائلة: إن الحميمية بما يخص المكان هي حالة لا يمكن افتعالها أو التظاهر بها لأنها عدا عن كونها تنبع من حالة حب صادقة وعفوية هي أيضاً هي علاقة حنين لا تخبو نارها بمرور السنين وإذا ما اعتمدنا الترجمة الحرفية لمصطلح الطوبوفيليا وجدنا معناه محبة المكان وهذا متعلق بالحساسية الإنسانية العالية لأماكن وفضاءات معينة، ثم أشارت إلى أنه يجب على الأديب حمل الواقع المادي والتحليق به إلى جهات المكان الست أي تحويل كنوز الذاكرة المعتقة إلى ما يسمى الخيال المكاني أو المكان الفانتازي، أي تحويل أبسط الأشياء إلى عالم مدهش يقوم على إغناء النص وخدمة الفكرة، وهذا يعني أن يقيم نظريته عن الخيال المادي بإقصاء القوالب المتداولة في الواقع الشعبي المعاش والتي أضفى عليها طابعاً آلياً صرفاً ومن ثم دفعه بنفس مرهفة وشفافة فيمكنه من صياغة الجانب الآخر من الخيال وهو خيال الحركة ولن يستطيع الأديب أن يخوض في المكان بخيال بعيداً عن الطوبوفيليا والواقع المادي البسيط الذي تمثله عناصر الطبيعة الأربعة (الماء، الهواء، النار، التراب) وإذا بدأنا بالتراب فهو يمثل صورة للثابت والعدم وعلينا أن نتذكر الماء والنبات والحياة التي تكمن في رحمها، أما الهواء فيعطي إحساساً بالانفتاح والريح مرتبطة به لا ترى إلا في حركة مثل رفرفة علم واهتزاز ورق الشجر، وكذلك الماء فهو مرتبط بالنقاء والنظافة لكنه كذلك مرتبط بالطوفان و الموت وهذا ينطبق على النار فهي قوة تضيء وتحرق وتجلب الحياة والموت، أخيراً على المبدع أن يشغل بحب على تحولات هذه العناصر الأربعة ليخرج إلينا بفضاء روائي كما لو أنه حقيقي، فعلاقة الإنسان بعناصر الطبيعة الأربعة وتشكلاتها تبدو عند المبدع من خلال نصوصه أو أشعاره كبيت أليف ولد في إحدى زواياه وعاش فيه أو من خلال الشوارع والأزقة التي عرفت مشاكساته وغرامياته الأولى.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار