العـــــدد 9447
الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019
تطيبي بعبيري، فإنني قد نثرته
نحوك بالأمس، وأنا أجمش حلمي الليلي على وقع همس النجوم، لقد عصرت عبيري من ورود الأمنيات، وأحضرت له كأساً تشبه ثغرك الحلو الجميل.
سكبت بعضاً منه على الدروب لتسلكيه نحوي، وأنا أنتظرك بذراعيي اللذين تعودا… أن يضماك.
انتظرتك بشفتيي اللتين تعودتا أن ترشف خلائط العسل.
انتظرتك بعينيي اللتين تعودتا أن تمسحا الرمد بلون وجهك القمري.
انتظرتك بصدري الذي استبدل ثيابه بنسيج وسامتك الدافئ.
انتظرتك بلساني الذي استشرق آفاق اللغة، فاختار اسمك عنواناً لكل عشق أسعى إليه، فجعل الحروف مرفقاً لتطويقك، وشفاهاً تشعل شموع لأمطار الحياة، ولساناً يختزل كل اللغات.
تطيبي بعبيري، فهذا أول ما أملكه لاستقبالك، وليكن عتبة الدخول معي إلى جزيرة كنز الإبداع، فسألبسك تاج يكلل رأسي.
أنت لي فكوني الوحي الذي يمنعه عني أي شيء، أنا لك كما تشاءين أن أكون،
فصليني ثوباً لألتصق بك.
اجعلي من قلبي معقد إزار يشد إليك أسباب الغرور بجمالك، والزهو بفتونك.
حبيبتي، لا تنسي أنني رجل يعرف من يحب، ويعرف كيف يعشق، لا أمتهن حبي وسيلة للتسلية، ولا أرتدي لباس غيري لأظهر بما لست عليه، أنا لك أنا لك، وأنت لي.
نبال أحمد ديبة