العـــــدد 9446
الإثنين 14 تشرين الأول 2019
انتهت مباراة منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم مع نظيره المالديفي ولم تنته الحملة الممنهجة وغير الممنهجة التي صبت في غالبها ضد الكادر التدريبي للمنتخب بقيادة المدرب فجر إبراهيم وحمّلته مسؤولية ظهور المنتخب بالشكل السيء الذي شاهدناه به جميعنا(رغم الفوز) من لعب عشوائي وأخطاء دفاعية كارثية وإهدار لمجهودات اللاعبين وكذلك عدم الاستفادة من الفرص السهلة التي أـتيحت في المباراة.
وما سنكتبه الآن ليس دفاعاً عن المدرب والكادر التدريبي لكن إحقاقاً للحق ولقراءة ما جرى بطريقة موضوعية بعيداً عن إلقاء التهم وتحميل المسؤولية كاملة لطرف دون سواه والتي كانت العنوان العريض لهذه الحملات الشرسة.
بداية لا أحد يمكن أن ينكر أن للمدرب فجر إبراهيم مسؤولية فيما حدث على أرضية الملعب بهذه المباراة ولو بشكل بسيط, لكن ماذا عن اللاعبين وما قدموه خلال مجريات اللقاء؟ وماذا عن تراجع مردودهم البدني وعطائهم الضعيف؟
وماذا عن إهدار الكمية الهائلة من الفرص السهلة السانحة للتسجيل؟ وماذا عن اختلاف عطاء معظم اللاعبين المحترفين بين أنديتهم التي يلعبون بها والمنتخب؟
هل نستطيع أن نقول أن للمدرب علاقة بكل ذلك ؟ وهل المطلوب منه أن يدخل إلى أرض الملعب ويضع الكرة في الشباك؟ هل هو المسؤول الأول والأخير عن عطاء اللاعبين ومردودهم البدني؟ وهل هو المسؤول عن بعض الأخطاء الفردية التي حدثت بالمباراة وغيّرت مجراها بشكل كبير( ومنها الخطأ الصبياني الذي قام به المدافع أحمد الصالح و الذي يعتبر من أقوى المدافعين في بلدنا وأكثرهم خبرة).. لا أعتقد ذلك.
وإن كانت هناك مسؤولية يتحملها فهي بقاؤه متفرجاً في وقت ما خلال مجريات اللقاء دون أن يتحرك لتصحيح الأوضاع ووضع حد لضغط الخصم, ولكن لو قدم اللاعبون بما يتوجب عليهم لما كنا وصلنا إلى تحميله تلك المسؤولية أصلاً.
وهنا إن خرج أحدهم ليقول أن هؤلاء اللاعبين الذين نتحدث عنهم هم من اختيار المدرب نفسه وعليه فإنه المسؤول الأول والأخير عما يقدمونه والأكثر سيقول أنه استبعد فراس الخطيب الذي يعتبر أيقونة الكرة السورية في زمننا الحاضر والمنتخب كان بحاجته, نقول له ولهم:
أولاً: إن أغلب اللاعبين الذين يضمهم المنتخب هم أسماء معروفة وشاركوا مع المنتخب قبل فجر ولهم من الخبرة والنجومية الشيء الكثير وهم يحظون بالقبول لدى الجمهور الرياضي في بلدنا قبل أن يحظوها عند المدرب…
ثانيا: إن من يواصل القول بفداحة استبعاد المدرب لفراس الخطيب, يجب أن يتذكر أن أي لاعب مهما علا شأنه وسطع نجمه سيأتي اليوم الذي يخف به عطاءه مع تقدمه بالعمر ويحين ساعتها موعد اعتزاله, والأفضل في مثل هكذا أحوال أنه بدلاً من التمسك به الزج بوجوه شابة قادرة على العطاء لإكسابها الخبرة من أجل مستقبل أفضل للكرة السورية( طبعاً مع قناعتي الشخصية أن الخطيب كان يمكن أن يُحتفظ به لغاية نهاية التصفيات)…
ثالثا: لا يستطيع أي مدرب في العالم أن يزرع حس المسؤولية في نفوس لاعبيه إن لم يخرج ذلك منهم, وعليه فلا يجوز أن نحمّل الكادر التدريبي بالمجمل مسؤولية ذلك, فالمدرب يمكن أن يشعل الحماس في نفوس لاعبيه ليلعبوا برجولة وخاصة إن كان الخصم نداً قوياً, لكن مباراة مع منتخب ضعيف وأقل مستوى بدرجات كبيرة لا تحتاج أصلاً لمدرب ليحقق الفوز عليه بنتيجة كبيرة مع تقديم الأداء المطلوب بوجود تلك الأسماء الرنانة في منتخبنا والتي لو قدمت نصف عطائها مع الأندية التي تلعب معها في الخليج وغيره لكنّا فزنا بدزينة من الأهداف…
ختاماً: أتوقع أن أغلب من يهاجمون المدرب فجر إبراهيم والكادر التدريبي هم أنفسهم من طالبوا برحيل المدرب أيمن الحكيم في السابق رغم كل ما قدمه من نتائج باهرة في الفترة التي قاد بها المنتخب وكدنا بها أن نصل لنهائيات كأس العالم وهم أيضاً من سيظلون ينتقدون حتى لو جاء أفضل مدربي العالم لقيادة منتخبنا… عسى أن يصمتوا لما فيه خير المنتخب ورحمة له.
مهند حسن