الوحدة ـ معينة جرعة
بين خيوط الصوف المتشابكة تكمن حكاية شغف تتوارثها الأجيال، رنا سمعان فنانة نشيطة ومتعددة المهارات، تحب مواكبة وتعلم كل جديد. رحلة قصيرة معها لنتعرف كيف تتحول الخيوط إلى قطع تنبض بالحياة.
قالت رنا: الكروشيه هو من الأشغال اليدوية باستخدام الخيوط وسنارة ننتج قطع منوعة، من الدانتيل الناعم للقطع الصوفية الدافئة، وتابعت: أحيّك طواقي ولفحات وأغطية للأطفال وقطع متنوعة.
بدأت قصتي بتعلم الكروشيه من جدتي كانت تزين بيتها بقطع كروشيه، وأنا أحببت هذه الأشياء المميزة و المختلفة عن الموجود بالسوق.
بالبداية اشتغلت لبيتي عندما وجدت أن هذه القطع غير موجودة في السوق، قررت أن أوسع عملي بشكل متقن، وأحول هذه الهواية إلى مجال دخل مادي.
بالنسبة للأساسيات التي تحتاجها هذه الحرفة يجب الإلمام والمعرفة بطريقة الشغل و الممارسة ليصبح الإنتاج متقناً وتحتاج لوقت وصبر، المواد بسيطة وسعرها مقبول تحتاج سنانير قياسات مختلفة وخيطان حسب لزوم كل قطعة.
رنا تلجأ إلى تدوير المواد والاستفادة من خامة مشروع سابق لإنتاج قطع جديدة، مما يوفر من التكلفة ويحد من هدر المواد رغم أنه يتطلب خطوات شغل إضافية.
لم تتوقف مواهبها عند خيط الصوف فقط بل وجدت نفسها في صناعة المواد الغذائية عن هذا المجال قالت: أيضاً أعمل بمشروع منزلي لإنتاج المربيات والمقطرات ودبس الرمان وما شابه.
العمل ممتع ومتعب ولكن النتيجة تستحق التعب، عندما أجد الإقبال والطلب من الأهل والجيران وكل من يتذوق منتجاتي لأنهم واثقين من النظافة ومن المواد المستخدمة هذا أكبر تشجيع ودافع للمثابرة والمتابعة.
المواد هي عادة منتجات زراعية اشتريها من مزارعين محليين إن توفر أو من سوق الجملة، وكل نوع له طريقة تصنيع خاصة، كما كان أهالينا يحفظوا المواد من سنة لسنة بنفس الطريقة، نحن نضمن جودة المنتج وصلاحيته.
الشيء الذي يؤثر على قلة المردود هناك بعض المنتجات تحتاج إلى وقت تحضير طويل وغاز و كهرباء لذلك تصبح المعادلة خاسرة.
شاركت بمعرض واحد فقط بـ كافيه ورق عتيق وكانت النتيجة رائعة، في المعارض يتواجد عدد كبير من الناس يتعرف على منتجاتي و يجربها، طبعاً البيع محدود ضمن المعرض، ولكن الهدف توسيع قاعدة الزبائن، أعتمد على التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعرض منتجاتي على صفحتي ومعظم الطلبات عن طريق الصفحة، ورنا تأمل لمشروعها بالمواد الغذائية الانتشار والتوسع، وأن تصبح منتجاتها على رفوف المحلات التجارية.
في ختام اللقاء قدمت نصيحة لكل سيدة أن لا تؤجل البداية مهما كانت صغيرة، لأن بالبداية يتم التعرف على نقاط الضعف، وأماكن الضغط، ومن الأشياء الصغيرة والمتابعة والاستمرارية ننتشر على نطاق واسع وتتحقق الأحلام.
