أشجـــار كالنـّحـــــل

العدد: 9445 

 الأحد-13-10-2019

 

 

رغبت إحدى الأشجار بالاحتفال في عيدها، فأرسلت أوراقها الخضراء كبطاقات دعوة إلى من يستحقون المجيء.
وهكذا بدت عارية لا تصلح إلاّ لذرف الدّموع وإلقاء تحيّة الوداع، بدلاً من تحيّة التّمنيات ومدّ جسور الأعوام القادمة .
ولأنّها تمتلك أشياء كثيرة، فقد أطلقت دخاناً كثيفاً، تعبيراً عن حرقة الشّوق.
أليست الأشواق حارّة؟
ومن قال: إنها باردة كالثّلج؟ فذلك الثّلج ليس بالأبيض إذن؟!
لم تحدّد الشّجرة ساعة اللّقاء . أمّا المكان فلم يعرف، هل هو في ظلّها أم على ذرى فروعها العالية؟ فالطيّور لا تحبذ الوقوف على الأرض كثيرا، وكذلك المتسلٌقات والزّواحف ومواكب النّمل.
هذه الشّجرة نسيت أوان خروجها من الأرض، ولا تعرف كيف تحدّد عمرها؟
بضع نحلات عرفن طريقهن، وقلن للشجرة: ميلادك يوم امتلاء خوابينا بالعسل، ويكفيك دعوتنا، فنحن نحفظ كلّ رحيق أزهارك، وإليك بعضه.
أنت أيّتها الشّجرة كالبحار التّي حملت كلّ شيء وجالت العالم . لكنّ الآخرين لم يذكروا منك سوى ذلك الماء الملح والأمواج التي تكسر أطواق النّجاة وتلقيها في حضن الموت.
مهما نسيت فأنت دعوة دائمة للفرح، ووجودك كالغيم الذّي يأذن للمطر بالسقوط، طالما جذورك نسور تحلّق في عمق الأرض .

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار