العـــــدد 9444
الخميـس 10 تشرين الأول 2019
من الطبيعي ألا نبقى تحت مرارة آخر ذكريات لقاءاتنا مع منتخب جزر المالديف عام 2012 عندما خسرنا بهدف مقابل هدفين، تلك المباراة كانت (إنذار خطر) على قادمات كرتنا، ومن يومها كثر التعثّر وقلّت الومضات، وما زلنا حتى الآن نعاني على كلّ الجبهات ولمختلف الفئات . .
اليوم وعند الخامسة عصراً يدخل منتخبنا مباراته الثانية في التصفيات المزدوجة لكأس آسيا وكأس العالم أمام المالديف في (الإمارات، أرضنا البديلة)، والخوف هنا ليس من ضياع ثلاث نقاط تبدو مضمونة، ولكن الترقّب هو لأداء يجب أن يكون قد تحسّن خاصة مع عودة عمر خريبين إلى المنتخب، ليكون الداعم الأساسي للمهاجم عمر السومة، حيث يقدّم اللاعبان (خريبين والسومة أداء كبيراً في الدوري السعودي) إضافة إلى بقية لاعبي المنتخب الذين يشعرون بـ (الذنب) تجاه جمهورهم الكبير والعاشق . .
لا أعرف إن كان لاعبو منتخبنا يتابعون الزميل علي بوشناق في برنامجه (منقدر)، وأخذوا تلك الطاقة الإيجابية التي يحاول بثها، ولكن فعلاً نقدر أن نكون من سادة القارة الآسيوية بكرة القدم، لأن ما تنتجه سورية من مواهب كروية يضاهي أي موهبة في القارة الصفراء ولكن مشكلتنا في التعامل مع هذه المواهب ورعايتها وكيفية الاستفادة منها، إذ غالباً ما نضع أنفسنا في دهاليز وسراديب معطّلة، وننشغل بالقشور ونبتعد عن الأساسيات فيضيع الجهد، وتتبعثر المحاولات ولا أدلّ على ذلك من قصة (شارة الكابتن) التي شغلت اللاعب واتحاد الكرة والجمهور السوري قرابة ستة أشهر، وضاع معها وبسببها منتخبنا في نهائيات كاس آسيا في الإمارات مطلع هذا العالم، وخرج من الدور الأول بتعادل وخسارتين بعد أن كان من أقوى المرشحين للفوز باللقب . .
القائمون على كرتنا إما أنّهم يتعمّدون إثارة مثل هذه التفاصيل لإلهاء الناس عن تخبطهم وعشوائية عملهم، أو أنهم عاجزون عن التصدّي لها ووقف جماحها وتأثيراتها على المنتخب، ونذكر من هذه الفقاعات على سبيل المثال لا الحصر قصة اللاعب فراس الخطيب ومن ثم اعتزاله اللعب وهل يحق للخطيب أن يعلن اعتزاله عبر قناة غير سورية، ومنها أيضاً حكاية اللاعب عمر خريبين واعتذاره عن المباراة السابقة وانقسام الشارع الكروي بين شاتم للخريبين وبين مدافع عنه، وقصص منتخبي الشباب والناشئين والتسميات فيهما وما أثارته هذه التسميات من تقاذف وتراجم اتهامات، وتأجيل الدوري وقصة (اللاعبين الوافدين) وغير ذلك من التفاصيل التي كان يجب أن تًحسم خلال ساعات لكنها امتدت أشهر، وتركت آثاراً كبيرة على كامل منظومة عملنا الكروي . .
المشهد لم يتغيّر وإن خفّت حدته قليلاً وخاصة بعد خروج منتخبي الشباب والناشئين من المعادلة، وبقاء المنتخبين الأولمبي والأول في الميدان، والمنتخبان حتى الآن يفوزان (ونأمل استمرار ذلك) لأن أي نتيجة سلبية هنا أو هناك ستفتح المجال أمام (نعرة هيستيرية) تشغل قسماً كبيراً من الجمهور لفترة طويلة، والمشكلة أن لاعبي المنتخبات الوطنية ليسوا محميين عن مواقع التواصل الاجتماعي، اي أنّهم يعيشون كلّ هذه التفاصيل، وبالتالي يتأثرون بها، وربما يشاركون بها بأسماء صريحة حيناً وبأسماء مستعارة أحياناً أخرى . .
عرّجنا على هذه المسائل لنؤكد على بعض النقاط قبل مباراتي اليوم والثلاثاء القادم وأهمية النقاط الست في هاتين المباراتين:
* منتخبنا هو الأفضل فنيياً بين كلّ منتخبات المجموعة (الصين، المالديف، غوام، الفلبين) ومن الطبيعي أن ننتظر ما يؤكد هذه الحقيقة وألا ينظر اللاعبون وجهازهم الفني إلى مباراة اليوم تحديداً على أنها (تأدية واجب)، فبعد النتيجة (الأهمّ) سيكون التدقيق على الأداء الفردي والجماعي وعلى شكل الفريق وأسلوب الأداء وعلى ترابط الخطوط وغير ذلك.
* مدرب منتخبنا السيد فجر إبراهيم: تعلم أنك غير مرغوب جماهيرياً (لأسباب بعضها يتعلق بك وبعضها يعود إلى مزاجية الجمهور)، وحتى تتحول إلى محبوب جماهيرياً عليك أن تتواضع بحديثك وبطريقة ونبرة هذا الحديث، وأن تعترف أن أي مدرب أو أي لاعب أو أي منتخب لا يساوي شيئاً غذا ما انسلخ عن جمهوره، وهذه مسؤوليتك أنت كمدير جهاز فني، وعليك أن تنبّه لاعبيك ومن يعمل معك إلى أهمية هذه النقطة، ليكون هذا الجمهور مسانداً لك وللمنتخب باستمرار.
* ثمة مقارنات تحضر باستمرار بين ما يقدمه اللاعب مع ناديه وما يقدمه مع المنتخب، ومن هنا نتوجه للاعبي منتخبنا: جمهوركم هو ثروتكم، وهو أفق شهرتكم فلا تفرّطوا به . .
ننتظركم اليوم بأحسن حضور وأقوى أداء، وننتظر رسالتكم البليغة لمنتخبات آسيا أن افسحوا لنا الطريق فالنسور قادمون وهذه المرة إلى نهائيات كأس العالم إن شاء الله.
غــانــم مــحــمــد