العدد: 9444
الخميس:10-10-2019
من قاسيون أطلّ يا وطني ـ زيّنوا المرجة ـ صباح الخير يا وطناً ـ سورية يا حبيبتي ـ أنا سوري وأرضي عربية ـ أنا سوري آه يا نيالي.. أغانٍ وطنية ما تزال عالقةً في ذاكرة كلّ سوريّ، عاصر الأمجاد والانتصارات التاريخية، أجيالٌ بأكملها تربّت وتربّي أبناءها على مثل هذه الأغاني، ولا يخفى على أحد حجم الحماس والاعتزاز والفخر الذي تبثّه في نفوس وقلوب مستمعيها، والشعور الجمعي بالانتماء إلى الوطن وترابه ومائه وهوائه . .
وعلى الرغم من ارتباط الأغنية الوطنية بالمناسبات والأحداث المحلية والعربية، إلا أنها ازدهرت وعاشت عصراً ذهبياً لاسيما في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وحفظ كلماتها الصغير قبل الكبير، وهنا ظُلم بعض مغنّيها الذين اقتصرت الدعوات الموجّهة إليهم على إحياء المهرجانات والمناسبات الوطنية، في مواسم معينة مرتبطة باسم المناسبة وتوقيتها وتاريخها.
ونالت العاصمة دمشق خاصّةً وسورية عامّةً قسطاً وافراً من أغاني الفنانين والمطربين العرب، وخاصّة في أغاني فيروز والرحابنة ومنها: قرأتُ مجدك، شام يا ذا السيف، سائليني، يا شام عاد الصيف، ويمكن تصنيفها تحت مسمّى الأغنية الوطنية أيضاً.
ولم تفقد الأغنية الوطنية يوماً هويتها، لكنّها تعثّرت أحياناً، إنما لم تغب يوماً عن الخارطة الفنية.
وكان لابد من الأخذ ببعض الاعتبارات عند إعدادها كالصوت الحسن والكلمات الوجدانية الراقية التي تُطرب مستمعيها وتشدّ آذانهم إليها.
ولا شكّ أنّ الأزمة الراهنة قدمت عشرات الأسماء لمغنّيين ومطربين، حملوا آلام وأوجاع وطنهم وتصدّوا للهجمات البربرية عليه واضطلعوا بدورهم وما تفرضه عليهم الأمانة الفنية والمسؤولية الوطنية تجاه أرضهم وشعبهم، فصدحت حناجرهم بأرقى الألحان وأعذب الكلمات، وأبكوا الجمهور بإحساسهم الفائق، ومشاعرهم الجيّاشة التي ما لبثت أن حرّكت الشّارع ودفعت الآلاف إلى المهرجانات الوطنية التي أمَّها محبّو الوطن وعشاقه، لا حبّاً ورغبةً برؤية هذا الفنان والتقاط الصور معه، إنما دفعهم الحسّ الوطني وحبّ وعشق ترابه إلى تسطير ملاحم خالدة في تحدّي الإرهاب وأذياله بتجمّعهم في الشوارع والسّاحات، همّهم نجدة الوطن وتلبية ندائه، فعمرت تلك السّاحات بأبهى الأصوات والألحان.
ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر: رشّوا الورد ورشّوا الرزّ ـ هذا جيش الوطن . . .
وكان لمنتخبنا الوطني الكرويّ حصّته من الأغاني الحماسية مع أغنية (خلّوا الفرحة سورية) وسواها التي انتشرت كالنّار في الهشيم، وحقّقت انتشاراً واسعاً واحتلّت المراتب الأولى في المبيعات، وحمّست الجماهير في كلّ مكان.
ختاماً تبقى الأغنية الوطنية تاج فخرٍ وإكليل اعتزازٍ في قلوب السوريين، تدمع معها عيون المغتربين، وتتسارع نبضات المحبين والأوفياء مع أول ومضة إيقاع، وتسمو معها الأرواح، لتكون عنوان تاريخنا وهويّتنا أينما حللنا وكيفما يمّمنا وجهنا، وليبقى نشيد الوطن حماة الدّيار عليكم سلام أيقونة الأناشيد وفخرنا وعزّنا وتاريخنا ومجدنا.
ريم جبيلي