كــلام فــــي الكــرة.. قبــل دوران القطــار

العـــــدد 9441

الإثنين 7 تشرين الأول 2019

كيف يبدو المشهد الكروي في بلدنا ونحن على بعد أيام من انطلاقة الموسم الجديد؟ الواقع الحالي لكرتنا عموماً لا يبدو أنه مبشر بالخير، فمنتخب شبابنا (أملنا المفترض) لم يقنعنا في التصفيات الآسيوية، وزعيمنا (الجيشاوي) صاحب الألقاب والأمجاد أصبح خارج حسابات بطولة الأندية العربية الأبطال وعلى يد فريق موريتاني مغمور!! وقبلهما توقف منتخبنا الناشئ عند حدود الدور الأول في التصفيات الآسيوية وعاد يجر ذيول الخيبة، ومنتخب الرجال ما زال يعيش سكرة الاحتفال بالفوز على الفلبين وحلم التأهل وسط تقلبات غير مفهومة نأمل ألا تؤثر سلباً على حصد النقاط الست من المباراتين القادمتين(السهلتين) ومع كم وافر من الأهداف..
إذاً فالمشهد يبدو غريباً عجيباً يتأرجح بين الحلم والواقع وبين الممكن والمستحيل وبين العثرات والتوقعات، أما أنديتنا فهي تعيش هواجس المقدمة والوسط ومعارك البقاء في الدرجة الممتازة أو الهبوط إلى الدرجة الأولى، وتراود أحلام البطولة خمسة أندية على الأقل هي الجيش والوحدة والاتحاد وتشرين وحطين، فيما يعتبر نادي الجيش أنه الأحق باللقب كونه الأكثر تنظيماً وتدريباً واستقراراً وعراقة في البطولات، أما تشرين وحطين فيعتبران أن هذا الدوري سيكون له طعم آخر وهما الأجدر بالحصول على لقبه باعتبارهما الأكثر تمويلاً ونجومية واندفاعاً وفدائية وجماهيرية، ففي هذا الدوري ينتهي احتكار الألقاب والبطولات وتبدأ معارك الانتصارات، وهذا الدوري هو دوري المال حيث بدأ عرض اللاعبين بالمزاد العلني لمن يدفع أكثر في بورصة السوق الكروية المحلية أسوة بالسوق الأوروبية، (وما حدا أحسن من حدا، وريـال مدريد وبرشلونة ليسا أكرم منا) وهكذا يبدأ العد التنازلي لانطلاقة الدوري لمن يملك الأعصاب الأهدأ والثقة والاستقرار والنفس الطويل والتصميم على تغيير الصورة القديمة واستبدالها بـ (لوك) جديد ورتوش حديثة تجعل من اللعبة أكثر متعة وإشراقاً وفناً، وعلى صعيد التدريب تعيش الأندية أيام الترقب والحذر بأن يحقق المدربون ما وعدوا به وما هو مأمول منهم على ضوء الأموال المستحقة حيناً وغير المستحقة أحياناً والتي صرفت عليهم بسخاء لم يسبق له مثيل على أمل أن يحققوا أحلام جماهير أنديتهم، أما اتحاد كرة القدم الحاضر الغائب، المؤقت الدائم فهو يعيش حالة من السكون والترقب لما هو آت عسى أن يكون القادم أكثر إيجابية ومصداقية وانضباطية وحيادية واستقلالية بعيداً عن القطبية والمصالح الضيقة والمنافع الشخصية، وفي النهاية فإن آخر الكلام هو في أرض الملاعب التي تكشف المستور وتعري العورات وتحدد المسؤوليات وتبرز الإيجابيات والسلبيات وتكثر من الاستقالات والإقالات، وما علينا سوى الدعاء والصلوات من أجل دوري (شكل تاني) تحقق فيه أنديتنا الساحلية البطولات، ولكل مجتهد نصيب.

المهندس سـامـر زيـن 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار