العـــــدد 9440
الأحــــد 6 تشرين الأول 2019
في قريتي الريفية البعيدة نسبياً عن مكان إقامتي جلست مع الأهل والأقارب تحت شجرة الدلب الكبيرة التي اختزنت همومنا وحكاياتنا وأحلامنا التي كبرت معنا، وفي ظلال أغصانها أرجعتنا تلك النسيمات التشرينية العليلة المحملة بدفء المكان والزمان والمعطرة بالعطاء والعزة والعشق الأبدي لزمن كنا نتحلّق فيه حول مذياع القرية- ذاك الجهاز الصغير الذي كاد يُنسى- نصغي عبر موجاته للبيانات العسكرية والأغاني الوطنية التي كان يبثها متحمسين ومتلهفين لأخبار بواسلنا الشجعان.
نعم… لقد عادت هذه النسيمات التشرينية الممهورة بزنود الأبطال لتوقظ فينا حبّ الأرض الرؤوم، أرض الفخر والإباء، نستذكر من خلالها حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، فكانت منعطفاً تاريخياً لمرحلة جديدة انعكست إنجازات هامة على الصعيدين العربي والدولي مشكلة معلماً بارزاً في مسيرة النضال القومي للأمة العربية حيث تعززت ثقة الإنسان العربي بنفسه وأنعشت في مخيلته حلم تحقيق الوحدة العربية ومن خلال هذه الحرب برهنت الأمة العربية أنها أمة عظيمة قادرة على التجدد بعد أن حطمت أسطورة العدو الذي لا يقهر وأجبرته على إعادة حساباته من جديد آخذاً بعين الاعتبار حقيقة واضحة وهي أن الإنسان العربي لا يقبل الذل والهوان فكانت هذه الحرب درساً للعرب جميعاً يدعوهم للوحدة وللوقوف صفاً واحداً في وجه الإعداء والمضي قدماً على طريق التحرير ووضع حد لأطماع الإعداء .. إن سورية الحبيبة وهي تعيش ذكرى حرب تشرين التي صبغت مجد الأمة بأعظم انتصار جسده الأبطال العرب تؤكد دوماً مواقفها الثابتة الراسخة للتصدي لمحاربة الإرهاب وتحرير كامل أراضي الوطن منه واستعادة الجولان السوري المحتل بهمة أبطال الجيش العربي السوري المغوار المؤمن بوطنه ووحدة ترابه وقدسيته ليبقى دوماً عزيزاً شامخاً قوياً… فكل عام وأنتم بخير، أيها الوطن، يا أجمل البلاد وأقدسها، يا أروع بقاع الأرض وأعرقها.. أشجار، أغصان، زهور، شيوخ، شباب، نساء، وأطفال ودينهم محبة سورية وقائدها الدكتور بشار حافظ الأسد وكل عام وقائدنا بألف ألف خير..
ندى كمال سلوم