العـــــدد 9440
الأحــــد 6 تشرين الأول 2019
وتعودنا ذكرى حرب تشرين من جديد، تعود هذي الذكرى الأبية بكل ما تكتنفه من مشاعر الفخر والاعتزاز، تحملنا إلى التفاصيل الوافرة لحرب الكرامة والشرف، إلى حرب أعطت كل طرف فيها مكانته وحجمه، وأماطت اللثام عن الحقائق التي طمستها ظروف ونتائج حرب حزيران من العام 1967 بعد سنوات ست من نكسة حزيران، بعد جرح عميق ناب سورية ومصر، تعاضد البلدان بكل القوة والشكيمة القوية وبكثير من الإيمان بقدسية التاريخ العروبي ومجده الأثيل، انتفض أشاوس الجيشين العربيين على جبهتي الجولان و سيناء في السادس من تشرين ليحققوا نصراً ساحقاً وخاطفاً خلال الساعات الأولى من الحرب، بالرغم من كل الدعم السياسي والعسكري واللوجستي الاستثنائي من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدولة والجيش في الكيان الصهيوني إلا أن إرادة أبطالنا كانت أعتى من كل هذا الشر، ومن كل هذه الغطرسة الرعناء لدولة الاحتلال ومن ورائها دول الامبريالية والاستعمار. كانت تلك الحرب حدثاً مفصلياً في تاريخ المنطقة، وكذا في صيرورة الصراع العربي الإسرائيلي، أعادت قسماً كبيراً من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وأكدت للعالم كله أحقية العرب في حربهم الوجودية ضد كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، وأسقطت خرافة جيش الكيان الصهيوني الذي لا يقهر بعد أن رأى العالم حجم البطولات التي قدمها الجيشان السوري والمصري، و انهيار دراماتيكي لدفاعات الكيان الصهيوني وفرار جماعي لجنوده وسط عجز قادته ومن ورائهم الحلفاء عن تغيير مسار الحرب، فكان حجم الانتصار هائلاً وكان وبال الكارثة لا يحتمل فوق رؤوس الصهاينة.
ما زال الصهاينة يرزحون تحت وطأة نتائجها حتى اللحظة، كانت حرب تشرين التحريرية حرب سلام واسترداد حقوق سلبها الغاصبون عنوة بأبشع مظاهر البغي والباطل، كانت حرب دفاع عن النفس و الوجود والهوية، كنا فيها ندفع عن أنفسنا ضد القتل والتدمير.
نور محمد حاتم