العـــــدد 9440
الأحــــد 6 تشرين الأول 2019
لمن تصلّي، بعد كلّ هذا الصّدود،
وعلى أيّة قُبلةٍ تنشر حبل تراتيلك
والشّموع؟
لمن تفتح عينيك وأنت تتمطّى كخرافة
بصقتها العتمة،
بعد ليل ثقيل طويل
للحرائق التي تنهش ساقيك
أم للوجوه التي تشهق؟
وقد فقدت هويتها،
علاماتها الفارقة،
وبقيت معلّقة كأعواد النخيل على المشانق؟
هل أنصتَّ يوماً لصخب الغبار المتكاثف
في زوايا عقلك،
أم أنّك فقدتَّ لذَّة الإصغاء
لصوت الزّمان الهادر في دمك كإعصار
أو نار تحاصرك، وقد ضاقت بك الدّروب
وتراكم الصّدأ الأصمّ
على مفترقات وقتك
والمسالك؟
محني الظّهر صوتك، ووجهك مستدير
كشمس ساطعة،
لمن تفتح عقلك وأنت المغروس كطعنة
كلعنة في تجاعيد اللحظة
القابعة رصاصاً ممنوعاً من القتل،
في زحمة الموت الطائش
ونباح البنادق؟
للحرب رائحة الشّواء
والحبُّ متَّهم هو الآخر
حتى إشعار آخر
بإفساد خير أمّةأُخرجت من مطبخ النبوءات
أو اللعنات،
التّهمة على قياس النّبض
الكاتم للصّوت
أو الضوء
صوت النّهد عورة
صمته عورة
في ثقافة اللحى المؤمنة
والسّراويل المحصّنة
ضد حَوَل الرّغبات !
زُحل يدور
في مدارات الشّهوة المقدّسة
الممهورة بالصّلاة
على الذين قضوا نحبهم والذين ينتظرون ..
للزّبد طعم الشّفاه المملّحة
بشواء الكلمات
الابتسامات المسبقة التّصميم
والتّنظيم والتّقييم ..
تحت أظافري
تهجع قبيلة من الشّوفان
– دميان – يقود جيشاً من ثعابين القيامة
قاصداً تحرير القلعة
المشمولة بقانون حظر الحبّ
والجنون…
في ذاكرة أنكيدو
طفل يعدو جهات العدم
ولا يصل..
يصير جزءاً من العدم..
أسخيليوس..
يطلب تمديد عمره
ويقول: حياة واحدة
أضيق من أحلام جلجامش
للإمساك بلجام الأبدية
والبقاء..
في جزمة الوقت
أكثر من شارع مستقيم
أكثر من ثقب
أكثر من درب
زاحفة عميقاً عميقاً
في لجج السّراب
على الحيطان موشومة
كخاتم سليمان
في جعبة العشب
أسئلة غامضة للثقاب
للجنادب الملتحية
للطحالب المنتمية
جلسة استجواب هي..
ربما، للغياب . . أو الغياب!
مخلوف مخلوف