العدد: 9439
الخميس :3-10-2019
لا يخفى على أحد دور الإعلام الثقافي في نشر الوعي والفكر لدى المجتمعات، ولكن في ظل الظروف الراهنة غيّب هذا الجانب لضرورات المرحلة وبروز الإعلام السياسي والاقتصادي لدرجة طغت مواضيعهما على جميع وسائل الإعلام، متناسين الدور المهم للثقافة في بناء الفكر ودفع الأشخاص لاعتناق قضاياهم بشكل سوي. فالإعلام هو بالمجمل انعكاس لحالات المجتمع بجميع جوانبه ويعطي قيمة لتفاصيله وهنا يبرز دوره بتعزيز الأدوار الثقافية عبر إتاحتها للجميع بطريقة سلسة وتوثيق الحالات الثقافية بمضمونها العريض، ولكن تطفو هنا بعض الهنّات في طرح المواضيع الثقافية عبر الإعلام بطرق غير جاذبة للجمهور ما يدفعهم للإحجام عن المتابعة وبالتالي تنامي الخلل في التسويق الثقافي وترويجه وانتشاره بشكل فعّال، وللوصول للغاية المرجوة يجب إيجاد صيغة ورؤية مبسطة وجاذبة لفسح المجال للقبول والتلقي ليظهر دور الإعلام الثقافي في إيجاد التوازن والطرح الجاذب بطرق تدفع الجمهور للمتابعة والاستفادة واختيار المنهج الثقافي الجيد وتقديمه للعامة في إطار اهتمامهم بقضاياهم عبر تضافر كافة الأطراف المعنية من مثقفين فاعلين أصحاب فكر بنّاء ووسائل إعلام مسؤولة وأقلام مهنية قادرة على إيصال الرسالة الثقافية بصورة مؤثرة، فالترابط واجب بين هيئات الثقافة وأجهزة الإعلام لمد جسور التعاون لضمان ترويج المنتج الثقافي.
خلاصة القول :في هذا الإطار لنشر الإعلام الثقافي وإعادة دوره الفاعل بحتمية ربط الثقافة كمنتج أساسي ضمن وسائل الإعلام بكافة أشكالها على أنها انتاجات غير منفصلة عن الأوضاع السائدة في المجتمع بجميع مناحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم الجمهور وتقديمها كمادة أساسية على جميع المنابر الإعلامية.
ميساء رزق