العدد: 9439
الخميس :3-10-2019
تصادفنا في يومياتنا الإعلامية مواقف عدة، تفرض علينا الاحتكاك والتعامل مع أهل الأدب والثقافة من شعراء وفنانين وموسيقيين وتشكيليين ومسرحيين وو… إضافة إلى الكتاب والأدباء والمفكرين، وعشرات النصوص النثرية والشعرية، والزوايا والمقالات والمواد ذات الصلة. وتفرض علينا الأمانة العلمية والصحفية انتقاء الأجود وتصحيح ما يرد في هذه المواد من أخطاء لغوية ونحوية وإملائية، دون المساس بالنص ومفرداته ومعانيه، وبما يتناسب ومعايير النشر وقواعده وضوابطه.
ونحرص في تعاملاتنا الإعلامية على تقديم المنتج الأدبي الأصلي دون زيادة أو نقصان أو تحريف أو تغيير … ونعمل على فرز تلك المواد حسب نوعها وجودتها واسم كاتبها، فهذه اعتبارات وضرورات تحتم علينا انتقاء ما يناسب ضوابط النشر الصحفية. ليس هذا وحسب، ففي تغطياتنا الميدانية للنشاطات والفعاليات والمهرجانات الثقافية نحرص على إجراء الحوارات مع القائمين على مثل هذه الفعاليات ومنظميها والمشرفين عليها، إضافة إلى المشاركين فيها من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية والعلمية، وتسليط الضوء على تفاصيلها وبرامجها بأدق حذافيرها، مع التطرق إلى ما قدمته سابقاً، وما تعده لاحقا، وإبراز المواهب المتميزة والأعمال الملفتة والمبهرة، مع التنويه إلى الصعوبات والعقبات التي صادفتهم أثناء الإعداد والتحضير لها.. ونولي كل الاهتمام لمفرداتها التشكيلية أو الشعرية أو الموسيقية… مهما صغرت أو كبرت، فلأصحابها كل الحق في أخذ مساحة تناسب إبداعاتهم وعطاءاتهم، ومنحهم فرصة الظهور والانتشار وتقديم إنتاجهم الأدبي والثقافي إلى المتلقين، وترك الحكم لهؤلاء في تقييم الأداء وغربلة الجيد من الأجود منه. ولا شك تعترض يومياتنا بعض العراقيل، لكننا نحرص كل الحرص على تجاوزها والقفز فوقها وتجاهلها أحياناً بما يخدم المادة التي بين أيدينا، وبما يحافظ على ثقتنا بأنفسنا وثقة المتلقين بنا، وثقة المتعاملين معنا، فالصدق والأمانة زاد أي إعلامي، يقدر مهنته ويعرف حدوده، وحقوقه وواجباته. ومن البديهيات حضور أي لقاء تفاعلي أو نشاط أو فعالية ثقافية، وعدم الاعتماد على أي وسائل أخرى في الحصول على المعلومة المرادة، أو النسخ واللصق أو النقل…. فالأمانة الصحفية تستوجب الحضور والتفاعل الحقيقي لا الافتراضي. ومن حق المواهب الشابة التي تخط أولى خطواتها في عالم الأدب والثقافة إفساح المجال لها والأخذ بيدها وتشجيعها وإلقاء الضوء على تجربتها مهما صغرت، فلا شيء يخلق كبيراً، وصعود الدرج خطوة خطوة، وعدم السماح للغرور والتكبر أن يجد طريقه إلى حياة هؤلاء، فكم من أسماء كبيرة صنعها الإعلام ما لبثت أن فشلت عند أول اختبار حقيقي لها؟ وكم من أسماء بقيت مغمورة وفي غياهب النسيان إلى أن اكتشفها إعلامي محترف ومنحها فرصة العمر لكنه قوبل بالإجحاف والنكران..؟! وأقل ما يطلبه أي إعلامي لقاء عمله الشكر والامتنان، حتى هذه يفتقدها بعضنا في يومياته، فالثناء والتقدير يحفزان أي عامل في أي موقع، مهما علا شأنه أو قل. هذه نبذة مقتضبة عن علاقة الإعلام بالأدب والثقافة، تعلو وتنخفض، تتذبذب وتضطرب حيناً، وتسالم وتهادن حيناً آخر، مع ما تفرضه علينا من نقد إيجابي أو سلبي، يستوجب قبوله بكل رحابة صدر من أهل الاختصاص، إذا ما كان دون غايات ثأرية أو استفزازية أو بغرض التشهير والقدح والذم بأصحابها.
ريم جبيلي