مغامــرات تـوم سـوير…واحدة من أمتع الروايات العالمية بأجــــوائها الطفوليــــة الســــاحرة

العدد: 9438

الأربعاء:2-10-2019

تختزن الذاكرة الكثير من المشاهد التلفزيونية لأفلام ومسلسلات الكرتون الطفولية، مشاهد نستدعيها بأماكنها وشخصياتها التي عشنا تفاصيل حياتهم ومواقفهم وشاركناهم مغامراتهم وتصرفاتهم، خاصة تلك الأفلام والمسلسلات المستقاة من أعمال أدبية لكتاب الأدب العالمي المميزين، فقد استحقت بعض الروايات أن تنتزع لقب العالمية عن جدارة، حيث برزت في نهاية القرن التاسع عشر العديد من الروايات التي هيمنت على الساحة الأدبية، وكان من بين هؤلاء الروائي الأمريكي الشهير مارك توين كأحد أفضل كتاب عصره، والذي كتب روايته الأشهر على الإطلاق مغامرات توم سوير، التي تدور أحداثها حول مغامرات الفتى المشاغب توم سوير الذي نشأ على ضفاف نهر المسيسبي، وهذه الرواية هي محور دعوة القراءة لهذا العدد التي وجهتها الصديقة نايا عبود – الصف الثامن لاسترجاع هذه المشاهد من خلال مطالعة هذه الرواية الجميلة التي توجزها لنا عبر السطور الآتية:

تدور أحداث الرواية حول الفتى توم الذي يبلغ من العمر اثني عشر عاماً ويعيش مع عمته بولي في فترة ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية بالقرب من نهر المسيسبي في مدينة خيالية نسجها الكاتب في روايته وسماها سانت بيتسبرغ، كان يعيش فيها توم مع عمته العجوز بولي التي تميزت شخصيتها بالصرامة والحزم، وكانت لا توفر جهداً إلا وتحاول فيه فرض سيطرتها على توم وأخيه الصغير، ولكن توم كان طفلاً متمرداً بطبعه لا ينصاع لأوامر العمة بولي على عكس أخيه الأصغر، فقد كان كل ما يفكر فيه هو الهرب برفقة صديقه – هاكبلري فين – من تلك القرية الرتيبة، ليصبح قرصاناً شهيراً وذلك من خلال سرقة قارب والإبحار به بعيداً عن قريته، ولكن أحلامه تلك تقوده إلى عالم مليء بالمغامرات المرعبة، حيث يكتشف بالصدفة جريمة قتل قام بها مجرم كبير يدعى انجن جو ويوجه فيها الاتهام لشخص آخر، ويستطيع هوك منع جريمة أخرى من الوقوع، وتتحقق العدالة على صفحات الرواية بموت القاتل الحقيقي انجن جو في أحد الكهوف جوعاً بعد عدة أيام من احتجازه خلف الباب الحديدي للكهف.
وعن الرواية وأهميتها أجمع النقاد بأن الطابع الطفولي قد غلب على الرواية فأثرى فيها جواً من المرح والحركة، وكان لشخصيات الرواية التي جسدها توين على ضفاف المسيسبي ارتباطًاً وثيقاً بالواقع مما جعل أمر تقبل الناس لها وتعلقهم بها أمراً محسوماً، فتم تحويلها إلى السينما والتلفزيون وجسدت في عدة أشكال فنية، وأكدوا أن الكاتب يعزف في الرواية على مشاعر الصغير توم، حينما يستميل قلبه ناحية الطفلة الجميلة بيكي التي قدمت إلى قريتهم مؤخراً، فتمتزج الطفولة بالحب لتصنع لنا حالة من الأمل المفعم بالحياة، كما يستطيع توم في النهاية بمساعدة هاك الوصول للكنز ويعد صديقه بمغامرات أخرى جديدة ليبدأ الكاتب بذلك سلسلة مغامرات شيقة كرحلة توم سوير إلى أفريقيا، المحقق توم سوير، ومغامرات هاكبلري فين.
بقي للقول: كثيراً ما تصنف الأعمال الروائية الموجهة للأطفال كمغامرات طفولية ساذجة، متناسين رمزيتها وعمقها، فروايات مثل: أليس في بلاد العجائب، توم سوير، صاحب الظل الطويل، ومغامرات نيلز، تحفل بالكثير من المواضيع التي تستحق الوقوف عليها مطولاً عبر أبطالها الذين نتعلم من خلالهم أن نحب الحياة وأن ننتمي للعالم حقاً وستبقى مصدر إلهام للقراء والكتاب والفنانين على حد سواء، وقد تم تحويلها مراراً إلى عروض مسرحية وموسيقية، أفلام ومسلسلات ومسلسلات كرتونية، والجدير بالذكر أن الاسم الحقيقي لمارك توين هو صامويل لانجورن كليمنس، ولد عام 1935م في ولاية ميسوري الأمريكية، احترف الكتابة الصحفية تحت اسم مستعار وهو مارك توين، وتخصص في اللون الفكاهي رغم مسحة السواد التي اعترت حياته ورحل توين في عام 1910م تاركاً خلفه عدة روايات أبرزها وصية الثلاثين ألف دولار، مغامرات هاكبلري فين، والحياة على المسيسبي.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار