.. والتســويق الهاتفي للكتب بين القبــول والرفــض

العدد: 9437

الثلاثاء:1-10-2019

 

انتشرت مؤخراً ظاهرة التسويق الثقافي عبر الهاتف كنوع من الترويج لمجموعات ونوعيات مختلفة من الكتب بمضامينها المتعددة، مع ما تحمله في أغلب الأحيان من تطاول على الخصوصيات بالاتصال العشوائي بالناس وما تسببه من إزعاجات جراء الإلحاح والتكرار في طلب الشراء لتلك المنتجات على اختلاف سوياتها.

وبين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة لا يمكن تجاهل ما تحققه من فرض للزبون على الشراء شاء أم أبى مع عروض مغرية بالتقسيط وبأسعار بخسة .

عينات عشوائية
استعرضت الوحدة مجموعة من العينات التي تم التداول معها والحديث عبر الهاتف من أرقام متعددة، حيث ذكرت سعاد مهنا أنها تلقت اتصالاً من إحدى السيدات على أنها مندوبة دار نشر مخبرة إياها أن رقمها طلبته بشكل عشوائي، وقالت لها إن لديها مجموعة هامة من الكتب الثقافية بعناوين متعددة مع عروض مجانية كهدية لمجموعة من القواميس للغات أجنبية بسعر مغر جداً وافقت على شرائها، حيث جاء المندوب لمنزلها وأعطاها وصل استلام للكتب بالمبلغ المتفق عليه وقد وجدت فيها بعض الروايات والقصص العربية والمترجمة إضافة لبعض الدراسات الفكرية، وختمت بالقول (المكتبة تعد بريستيجاً جيداً يكمل ديكور الصالون!).
من جهتها ذكرت أم إبراهيم أنها وافقت على شراء مجموعة كتب بعد إلحاح شديد من المتحدث الذي خاطبها بلغة مقنعة بضرورة الشراء لما تحمله العناوين المزعومة من معلومات قيمة وسعر رخيص وبالتقسيط المريح بـ٥٠٠ ليرة شهرياً، وبعد رفض مرات عدة وافقت على الشراء لترتاح من (الزن) على حد قولها ولكن عند استلامها المجموعة تفاجأت برداءة الورق المطبوع بالرغم من فخامة الغلاف.
ولفت أحمد سليمان إلى أن أحد المتصلين به أقنعه بمجموعة من الكتب بعد جدال ونقاش حول توجهه الفكري واضطر للشراء نظراً لتدني السعر وإمكانية التقسيط المريح الذي ناسبه فاقتنى المجموعة خجلاً.
غياب الرقابة
وتساءل منير اسكندر عن الغاية من هكذا عروض حيث يقف العميل حائراً بين القبول والرفض بالشراء، فالغاية بالأساس هي الربح على حساب النوعية الفكرية التي يتضمنها محتوى تلك الكتب والتي بالغالب ليست بالسوية الجيدة وكاسدة لم تلق الرواج بالشراء بالعموم.
من جانبها المحامية سارة أحمد استغربت غياب الرقابة عن نوعية المواد المطروحة للبيع والتسويق عبر الهاتف ومدى ملاءمتها في أغلب الأحيان للفكر السائد في مجتمعنا متسائلة عن دور وزارة الثقافة والجهات المعنية في التصريح والسماح لمثل هذه المجموعات التسويقية بالعمل وضمان تقبل هذه المواد للمتلقي، وطالبت بضرورة وضع ضوابط تحكم وتسيطر على الانتشار العشوائي للثقافة الوافدة التي لا تتماشى مع الوضع الراهن للبلد، وأشارت إلى عدم ممانعتها لمثل هذه الظاهرة ولكن ضمن شروط وقواعد ملزمة بنوعية جيدة للمنتج المروّج له وأن تكون الغاية نشر الثقافي وإعادة التداول بالكتب المطبوعة ولكن بسوية ثقافية لائقة وتحقق الغاية الفكرية الغنية بالمعلومات والفائدة.
ختام القول
إن التسويق الإعلاني للكتب عبر الهاتف هي بالمجمل حالة راقية لنشر الفكر والقراءة الهادفة لتعميم ثقافة الورقيات والعودة إليها، ولكن تبقى الطريقة المتبعة والغاية المحدثة لأجلها تحملان إشارات استفهام عندما تصبّان في خانة الربح الاقتصادي فقط أو التسويق لفكر معين دون رقابة وترخيص، وهنا لا بد من إعادة النظر بهذه الظاهرة والوقوف عندها واحترام خصوصية المتلقي وإيجاد صيغة ملائمة وضوابط ناظمة لهذه العملية لتصبح عن جدارة ذات قبول وحضور موثوق.

ميساء رزق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار