العدد: 9436
الاثنين: 30-9-2019
استغرب كثيرون خسارة حطين أمام الكرامة ودياً (1/2) يوم الخميس الفائت في إطار تحضيرات الفريقين للدوري الممتاز والذي سينطلق في العشرين من تشرين الأول . .
سبب الاستغراب أنّ فريق حطين تعاقد هذا الموسم مع عدد كبير من نجوم الكرة السورية، ويرشحه كثيرون للفوز بلقب الدوري أو المنافسة القوية عليه، بينما كانت تعاقدات الكرامة عادية جداً، والفريق وصل اللاذقية قبل ساعتين فقط من مباراته مع حطين، ولكن في النهاية هي مباراة ودية، والخسارة فيها قد تكون أفضل من الفوز لأنها تكشف عورات الفريق قبل الاستحقاقات الرسمية، وبدل أن ينام الفريق في عسل النتائج الودية والتي قد تضعه على حافة الغرور والتيه.
فريق حطين بما يضمّ من أسماء كبيرة لها خبرة طويلة مع الدوري والألقاب، وبما دفع على هذه التعاقدات من الطبيعي أن يكون مرشحاً قوياً للفوز بلقب الدوري الممتاز 2019-2020، ومن الطبيعي أن ينتظر منه جمهوره النتائج الكبيرة، فلاعبوه البدلاء يحلم بهم أي فريق، ولكن كرة القدم غالباً ما تقول عكس ذلك في أحايين كثيرة، ومن يراجع ذاكرته يتذكر أن ريال مدريد يخسر أمام فرق مجموع قيمة لاعبيها المادية لا تعادل قيمة لاعب واحد في ريال مدريد مثل غرناطة أو جيرونا أو غيرهما!
كرة القدم هي مجموعات تفاصيل وجزئيات آنية تحضر في لحظة ما، وكيفية التعامل معها هي التي تدفع الفوز باتجاه هذا الفريق أو تمنعه عن ذاك . .
فريق حطين الذي سبق له وفاز بلقب دورة تشرين تفاوت أداؤه في تلك الدورة بين المقبول والجيد، ومن الطبيعي أن يحتاج لاعبو الفريق إلى المزيد من الوقت لإيجاد الانسجام الكامل، لكن المؤكد أن مجموعة لاعبين مثل الموجودين في فريق حطين هذا الموسم سيكون بإمكانهم أن يمتعوا جمهور حطين العريض وأن يفرحوه بنتائج كبيرة قد تقرّبهم من لقب الدوري الممتاز أو تمنحهم إياه، والأهمّ من ذلك أن جمهور اللاذقية هذا الموسم سيكون في متابعة استثنائية للدوري لأن قطبي مدينة اللاذقية (تشرين وحطين) في أحسن حال، والمنافسة المباشرة بينهما أولاً، وبينهما وبين بقية فرق الدوري ثانياً ستخلق هذه الحالة، لكن ما نتمناه حقاً هو أن يكون جمهورا الفريقين قدوة لبقية جماهير الأندية من حيث الانضباط والتشجيع الأخلاقي وخاصة عندما يلتقي الفريقان وجهاً لوجه لتبديد الصورة (النمطية) عنهما . .
لا نتمنى أن يتعرّض أي من جمهوري تشرين أو حطين إلى اي عقوبة، ونتمنى أن يكون الدخول والخروج من وإلى ملعب الباسل في اللاذقية فرحاً ومريحاً وخالياً من أي شائبة، ولا قيمة لأي نتائج رقمية بأرض الملعب ما لم تكن المدرجات بأبهى صورة وأحلاها، نجلس جنباً إلى جنب ونستمتع بمباراة جميلة بكرة القدم.