النـوادي الرياضيـة لـ «جسـم حديـد»

العدد: 9435

 الأحد-29-9-2019

 

 

الرياضة هي العنوان العريض الذي يتصدر قائمة برنامجنا اليومي، ولم نعد نرى من يمشي الهوادة على الكورنيش أو حتى في الطرقات، فالجميع باستعجال لأجل مشي سريع أو ركض مع بعض التمارين الخفيفة لشد الأوتاد وحرق الشحوم والدهون التي حملها لسنوات بأثقال على جسده، وكلما رأيته ذاهباً في طريق لغاية ما يقول (رياضة) ولم يكتف بهذا الأمر فقصد النوادي والبيوتات الرياضية التي انتشرت كالنار في الهشيم، فلا يخلو منها حي في المدينة أو القرى، وتزداد نبرة صيحتها تحت وطأة الحضارة واللياقة التي تجرم البدانة وتتجمل بألوان رياضات تلحق ركب العصرنة والموضة ليكون في قرانا الزومبا والباليه والجمباز والهوب هوب و..

* سمر موظفة وأم لشابين لكنها تحرص يومياً على الخروج من البيت بعد مغيب الشمس ولقاء رفيقات درب لمشي سريع فيه تحافظ على جسمها ولياقتها خاصة أنها أوشكت على التقاعد، كما يرافقها الموبايل لتسمع بعض الموسيقى والأغاني لإضفاء جو من الاستمتاع، وتقول: إن المشي هو أكثر الرياضات فائدة، ينشط الدورة الدموية ولا يحتاج لهدر مال، فقط لبعض الوقت من يومك المشحون بالهموم والأرق وضغوط الأولاد والحياة.

صبايا على الكورنيش أجمعن في قولهن: إن المشي متنفسهن للخروج من البيت وتمضية بعض الوقت للاستجمام، ولا يمكنهن التخلي عن النادي الذي يمارسن فيه الأيروبيك لتخفيف وزنهن، لكن بعض الأحيان يجدن بعض القسوة في التمارين، ولا يهم أحداً في النادي غيابهن في بعض الأيام، فقد أصبح مكاناً مملاً لكن للضرورة أحكاماً، فوزن كل منهن يتعدى السبعين كغ، ولا يجدن في البيوتات الرياضية غير صناديق تخزن مالهن الذي يذهب سدى دون تحقيق رغباتهن بجسم رشيق، ويتساءلن كيف السبيل؟
* الشاب الصغير رضا، صف عاشر قال: لم يصمد في النادي وممارسة رياضة الملاكمة أكثر من شهر واحد لا غير، وقد دفعه والده عليها لينقص وزنه الذي اكتنزه خلال العام الدراسي لأجل شهادة التاسع، كما أنه يمسك بيده عند المساء ويأخذه في مشواره ليجلب بعض الأغراض، وهو يستنكر ويحاول الرفض، لكن في النهاية هي الصحة التي تستدعي منا كل الاهتمام، صحيح أنه نقص وزني لكني خائف اليوم أن أعود إلى ما كنت عليه.
* السيدة لينا أحمد المشرفة على النادي الرياضي الحديث في قرية البرجان قالت: ممارسة الرياضة ليست لأعمار محددة يأتي إلى النادي من عمر ثلاث سنوات وحتى السبعين يقصدونه من أجل تخفيف الوزن واللياقة والرشاقة وتفريغ الطاقة السلبية وقضاء وقت ممتع ومفيد إضافة لأسباب صحية كآلام الظهر والمفاصل مع وجود كافة الآلات المناسبة إضافة إلى الساونا والغالبية يتدربون أيروبيك – جمباز – كارتيه – زومبا والحركات المناسبة لكافة الأعمال والحالات الصحية، النادي متكامل، ولكن لا بد من وجود بعض الصعوبات باعتباره في منطقة ريفية كالمواصلات ووعي المجتمع بمدى أهمية الرياضة في الحياة اليومية وبعض الأحيان الأمور المادية تقف عائقاً مهماً.
* المهندسة الزراعية فاطمة يوسف: (الرياضة حياة) هذه المقولة يجب أن يعلمها الجميع ويعمل على تنفيذها لذلك أنا مواظبة على ممارسة رياضة المشي ورياضة ركوب الدراجة الهوائية والأيروبيك وأرى في وجود النوادي تنمية للمرأة ليست اقتصادية فقط بل على المستوى الاجتماعي والنفسي واحترم رأي كل من يشجع بناته أو زوجته للذهاب إلى النادي مما يعكس صورة إيجابية على البناء السليم للأسرة التي هي أساس بناء المجتمع المتطور.

* سوسن علي أحمد، مدرسة لغة فرنسية: أفضل الاهتمام برشاقة جسمي ولياقته ووجدت في النادي ما أريد، نادي متكامل الأجهزة والكادر والتدريب والتنوع في الأنشطة والمكان الواسع ومريح للنفس والنظافة والانتظام في المواعيد، ومن خلال متابعتي الدائمة حصلت على النتيجة التي حلمت بها جسماً صحياً ورشيقاً مفعماً بالطاقة والحيوية بالإضافة إلى التخلص من الضغوط الحياتية اليومية والشحنات السلبية التي نتعرض وبنفس الوقت قضاء وقت ممتع برفقة الزميلات.
* ولاء عبد الحميد طالبة سنة رابعة طب بشري: النادي حركة دائمة تناسب الجميع، قررت التسجيل في النادي للتخلص من وزنها الزائد والحصول على اللياقة وأكثر ما يلفت انتباهها الاهتمام الزائد من قبل المدربات والسير خطوة خطوة بهدف الفائدة والمتعة للجميع.
* الطفل رامي يعد الذهاب إلى النادي بمثابة رحلة ترفيهية وخصوصاً النادي المسجل به في كل أسبوع يقوم بنشاط جماعي في الهواء الطلق وهذا يقوي شخصيته ويدفعه إلى المثابرة أيضاً يبعده عن ألعاب النت، وكبرت فرحته بلقاء أصدقاء كثر من مناطق مختلفة يتبادل معهم الآراء والأحاديث أيضاً الزيارات المنزلية.
* الرياضة غذاء الروح، هذاما قالته زينة أبو غبرة، طالبة هندسة: في النادي نجد التنوع في الآلات وكذلك سماع الموسيقى بشكل مريح ومختلف عن المنزل بعيداً عن تسبب الضجيج والإزعاج للغير وكذلك المكان والأشخاص يزيدون من الرغبة في المتابعة والاستمرار وخاصة عندما نرى الفائدة التي حققت لمن سبقونا.
* السيد محمد، مدرس متقاعد: بعد التقاعد وظهور ترهلات وتراكمات الحياة والعمل لا بد من اللجوء إلى ما يساعدنا ويدفعنا لمتابعة حياتنا اليومية بشكل أنشط لذلك لا بد من الرياضة وخصوصاً لم نعد ملتزمين بأوقات دوام، ويمكننا التفرغ قليلاً، والاهتمام بصحتنا وهذه النوادي وجدت رحمة لأمثالنا والرياضة الجماعية مشجعة ومفيدة أكثر تعطي شعور بالثقة وسهولة الحركة والمحافظة على اللياقة والتخلص من الدهون وكذلك لقاء أشخاص من أماكن وأعمار مختلفة بعيدين عن أجواء العمل ومشاغل الحياة نلتقي نتدرب ونستمتع.
* أم سلمان امرأة في السبعين من العمر، ولكنها في قمة لياقتها اعتادت على ممارسة الرياضة وهي تفضل أن تكون في أماكن مفتوحة في الطبية أو على الكورنيش والطرقات وشعورها بالحرية والحماس وهي تقوم بذلك بشكل يومي إضافة إلى ذهابها إلى النادي للقضاء على الترهلات وإكساب جسدها المرونة ومحاربة مظاهر الشيخوخة وتقدم العمر.
* رهام، ربة منزل: النادي لقضاء أوقات التسلية والرفاهية وملء وقت الفراغ دون تكلف أو تعب، يعني يمكننا اعتبارها زيارة صباحية نلتقي بعدة شخصيات نتبادل الأحاديث والتسلية بعيدين عن الأجواء المنزلية وواجبات الضيافة ومصاريف زائدة واستقبال الجارات على حساب المتواجدين في المنزل، فكل شيء شخصي ومريح وبعد ذلك يمكننا العودة إلى المنزل أو العمل بكل نشاط وحيوية مع فقدان الوزن والسعرات الحرارية والنجاح في عملية توازن الجسم ونمط حياة متجددة وأريد أن أقدم نصيحة بأن الأعمال المنزلية التي تقوم بها المرأة من أفضل أنواع الرياضة إلا أنها تحتاج لقضاء بعض الوقت خارج المنزل وبرفقة النساء ومواكبة تطورات الموضة.
* السيد حسام: باتت النوادي موضحة وتفاخر وتظن من تقصد النادي كأنها تختلف عن باقي النساء وخصوصاً كل يوم (موديل جديد) متناسق الألوان والحركات ولو على حساب المنزل ومستلزماته والرجل الذي يعترض تعتبره متخلفاً وغير حضاري ومهما كان المبلغ المطلوب (ادفع وأنت ساكت) وإلا بـ (شوية حركات رياضية ما بتعرف وين بتصير) وكان الله بالعون.
* المدرب محمد فياض، من ست سنوات وهو يدرب على لعبة الحديد: تتضمن كمال أجسام وبناء عضلة وتخفيف وزن أو زيادته، وأيضاً في القسم الآخر من النادي توجد لعبة الملاكمة، ولا يمكن أن يتعلم أو يخفف وزنه وعكسه دون إرادة يحملها في قلبه وعقله.
النادي مزود بالآلات كافة وجميع الأوزان التي يتطلبها بناء كل عضلة، إذ أن كل منها له الآلة الخاصة ببنائها، ويختلف جسم كل منا عن الآخر لهذا يختلف الزمن الذي يستغرقه لبناء عضلة أو تخفيف وزن أو زيادته فقد يحتاج أحدهم لشهرين فقط لبناء جسمه وآخر أكثر ويكون قد اعتمد لنفسه برنامجاً خاصاً به كأن يعيش على المتممات الغذائية وبروتينات وأحماض وهرمون ونضيف له نظاماً غذائياً، ويجب على المتدرب أن يأخذ بتعليماتنا ليكتسب الجسم الذي يرضيه ويرضينا أيضاً، فهو يعطي صورة جيدة عن المركز وجودة الخدمات التي يقدمها.
أغلب الألعاب والرياضات التي يطلبها الشباب اليوم هي الحديد، أما البنات فمعظمهن يرغبن بالأيروبيك والباقي ملاكمة، ونادراً ما ترين إحداهن قد تطلب بناء جسم، كما أن الآلات المتوفرة في النادي مخصصة للشباب فقط ولا تناسب الفتيات، والتمارين شديدة القسوة، ويمكن حتى للمريض أن يلجأ للنادي ويمارس رياضته ويكون له عندنا برنامج غذائي وتمارين خاصة ليتحسن وضعه الصحي.

الأسعار لابأس بها حديد 5آلاف ليرة وملاكمة 3 آلاف، والتدريب يومي صباحاً ومساء، فالعامل والموظف وحتى المتقاعد جميعهم يفضلون وقت رياضتهم بعد الظهر، وإن الانقطاع عن أي منها يمكن أن يعود به لوضعه السابق، إذا لم يستمر بممارسة التمارين السويدية والمعدة وضغط وثابت وجري وغيره . .
بشكل عام رياضة الحديد حلوة ولو كانت تمارينها قاسية، لكن نتيجتها جميلة ومرضية ومشجعة جسم بمقاييس يطلبها وعليه أن يتبع تماريناً وبرنامجاً غذائياً. أيضاً حسب العضلة التي يبغيها، وهذه الرياضة (الحديد) تتطلب الاستمرارية بالتمارين، والأعمار التي تأتي للنادي متفاوتة بعضها لياقة بلا أوزان أي أوزان حرة، ومهما كان مراده، فله أن يلعب ساعة ونصف ويمددها لساعتين، ولا يكلف نفسه شيئاً فوق الحساب، كما أن العساكر لهم امتيازات وأجور أقل.
أحرزت بطولة وكنت في الصف الحادي عشر، وأتيت بشهادة تدريب واليوم نتأهب لخوض بطولة ثانية على مستوى المحافظة.
إن الكثيرين منا يستنزفهم العمل وساعاته، ولهم حجتهم في أنهم لا يجدون وقتاً للرياضة ولو كان بهم خصاصة، لكن الباحثين والمهتمين يؤكدون علينا بتوفير مساحة من الوقت وسط يوم شغل متراكم فيه مسافة لسبيل إلى رياضة نحبها ونستمتع بها.
ودراستهم أشارت إلى أن ممارسة التمارين الرياضية خلال النهار قد تكون أفضل من ممارستها قبل بداية الدوام أو بعد نهاية العمل، والموظف يشعر بالرضا عن نفسه ويزيد قدرته على الإنجاز ويخفض من إجازاته المرضية، ولا يمكن أن نغفل عن مزايا حصة الرياضة في المدارس فإنها استراحة من الدروس المكررة، والمجهود الذهني وتساعد التلاميذ على الانتباه وتحسن أداءهم وتركيزهم على الدرس.
ولهذا يقول الخبراء في نصيحتهم لك أيها الموظف (احتفظ بحذاء رياضي في مكان عملك واخرج في الهواء الطلق لممارسة أي نشاط بدني في أوقات الراحة أو كلما استطعت ولو كانت دقائق فقط، وإذا كنت تعمل في مبنى استخدم الدرج دائماً واتبع أطول طريق إلى مكتبك فكل هذه الخطوات تساعد في تحسين لياقتك البدنية).

تصفح المزيد..
آخر الأخبار