العدد: 9434
الخميس :26-9-2019
من يتابع بهدوء مفردات ومجريات ما يحصل في منتخباتنا الكروية سيحتلّ الشيب رأسه لا محالة!
ربمـــا يمضـــي مـــا يحصـــل مـــع منتخبـــات الفئـــات العمرية بسهولة وبسرعة ولا يعلق في الذاكرة كثيراً، ويترسّخ ما يخصّ المنتخب الأول طويلاً، ويبقى وجعه سنوات وسنوات..
نظرة سريعة على الشهر الأخير من عمر منتخباتنا الوطنية نكشف من خلالها (أو نحاول أن نفعل ذلك) بعض التفاصيل المهمة في مقدماتها ومخرجاتها..
عندما انتقدنا دعوة فراس الخطيب إلى المنتخب الوطني واستعرضنا أسباب ومقومات اعتراضنا (قامت الدنيا علينا)، وراح الجميع ينفخ في بوق (السياسة الكروية) شاهراً نجومية فراس الخطيب في وجهنا..
أيّها السادة: لا أحد يعرف فراس الخطيب كما نعرفه، ولا أحد بإمكانه أن يقدّر نجومية فراس الخطيب كما فعلنا، وبذات الوقت لا أحد يستطيع أن يقرأ أفكار فراس الخطيب كما (أستطيع)، فقد عاصرت هذا اللاعب من خطواته الأولى، وكنت قريباً منه في كلّ مرحلة من سنوات ممارسته كرة القدم، ولكن عندما استغربنا الدعوة الأخيرة التي وجهت له بعد نهائيات أمم آسيا (كانون الثاني 2019)، وقبل بداية مشوار التحضير للتصفيات المزدوجة (كأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023) بنينا موقفنا على:
* قلنا إن عمر فراس الخطيب لا يساعده لمتابعة المشوار مع المنتخب، والأصحّ أن تُعطى الفرصة للاعب صغير السن مكانه بحيث يستمر مع المنتخب سنوات قادمة.
* وقلنا أيضاً، نخشى أن تكون دعوة فراس الخطيب إلى المنتخب من أجل منفعة شخصية للخطيب نفسه بعيداً عن حسابات المنتخب، والقصة لم تحتج لاحقاً إلى شرح طويل، فقد كان كلّ همّ فراس الخطيب أن يسجل هدفين ليحمل لقب الهدّاف التاريخي لمنتخب سورية بدل اللاعب رجا رافع وهذا ما حدث، وهذا ما تمّ تسخير كل خطط المنتخب وإمكانياته له، وبعد أن تمّ ذلك أصبح فراس الخطيب خارج الحسابات!
* وقلنا أيضاً أنّ الخلفية التي عاد من خلالها فراس الخطيب إلى المنتخب ليست صحيحة وليست في صالحه، فقد استغلّ فراس الخطيب كلّ أخطاء المنتخب في نهائيات أمم آسيا في الإمارات وروّج من خلالها لرأي عام وضع المنتخب الوطني على الرفّ، أضف إلى ذلك أنّ تصريحاته الإعلامية كانت في وقتها غير مفيدة..
على هذا الأساس بنينا موقفنا من اللاعب فراس الخطيب، دون أن نقلل من نجوميته ومسيرته مع المنتخب فقد بات اللاعب الوحيد على مستوى آسيا الذي يشارك في تصفيات (6 مونديالات متتالية، وهذه أيضاً من المنافع الشخصية الخاصة التي سعى لها الخطيب وساعده عليها اتحاد الكرة ومدرب المنتخب، ولسنا ضدها في المطلق، لكننا ضد أن تُرسم السياسات الكروية على هذه الأسس)..
على المقلب الآخر..
كانت مواقف مدرب المنتخب (وربما تكون تعليمات اتحاد الكرة) تتحدث عن أهمية تواجد فراس مع المنتخب، وعن خبرته القادرة على إفادة المنتخب..
وجاءت المباريات لتؤكد ما يتفق عليه الجميع وهو أنّ فراس الخطيب نجم فوق العادة، وكان تأثيره وحضوره كبيرين مع المنتخب في الفترة الماضية، وهذا أمر لا أحد يقفز فوقه، ولو أنّ الخطيب مستمر مع المنتخب لما أتينا على هذا الكلام، لكن أن يغيب اسم فراس الخطيب عن المنتخب بعد أن حقق هدفيه الشخصين فهو ما أثار فينا الأسئلة التي تخصّ المدرب واتحاد الكرة ولا ذنب للاعب فراس الخطيب بها!
فراس الخطيب نجم كبير ويستحق أن يخلّد تاريخه بمؤلفات عديدة، ولكن والكلام موجه لاتحاد كرة القدم أو إلى (الواجهة) مدرب المنتخب الوطني:
* هل فكّرت بردّة فعل الناس عندما تتكشّف هذه الخيوط؟
* هل كنتَ على قراءة واضحة ودقيقة لما يعنيه المنتخب بالنسبة للجمهور؟
* هل تعمل من أجل المنتخب أم من أجل تمرير (صفقات) أضرّت بك وبالمنتخب؟
* ألستَ مدرباً محترفاً، وإن كنتَ كذلك، وكنت مقتنعاً بفراس الخطيب لماذا لا تصرّ على استمراره في المنتخب؟
بشكل عام، كرتنا ما زالت هاوية من النوع المتخلّف، لأن الهواية بإمكانها أن تنتج إبداعاً وتميّزاً أما التخلّف فلا يفعل ذلك..
والخريبين قصة أخرى
النجم عمر خريبين (دينامو المنتخب) لاعب يمتلك إمكانيات هائلة، ولا غنى (فنياً) للمنتخب عنه.. تخلّف عن المنتخب كثيراً، وعاد اليوم ليقدّم اعتذاره إلى اتحاد الكرة ويضع نفسه في خدمة المنتخب الوطني..
بالمجمل لا أحد ضدّ عودته للمنتخب، وما زال مشوار التصفيات في بدايته ولم نلعب سوى مباراة واحدة، وسيكون الخريبين في حال دعوته المتوقعة للمنتخب رقماً مؤثراً في نتائج هذا المنتخب، ولكن قصة الخريبين أيضاً تنثر الكثير من الأسئلة عن ماهية العمل الإداري والنفس في المنتخب، وعن الصدق في تسطير البيانات الاتحادية، فتضعنا وتضع لاعبينا في مواقف غير مفهومة..
نتمنى أن تستقيم رحلة منتخبنا الوطني، وأن يعمل على الجانب الفني، فالنتائج شبه مضمونة، والتأهل للدور الحاسم وإلى نهائيات آسيا لا يحتاج الكثير من التعب، وبالتالي يمكن أن نتعامل مع مبارياتنا القادمة مع غوام والمالديف والفلبين ذهاباً وغياباً على أنها مباريات إعدادية نرفع من خلالها مستوى الأداء الفردي والجماعي، ونحاول من خلالها أن نرسم هوية واضحة المعالم لما يجب أن يكون عليه منتخبنا عندما تبدأ مقارعة كبار آسيا سواء في النهائيات الآسيوية القادمة أو في تصفيات الدور الحاسم..
ومنتخب الناشئين!
لم يكن أحد راضياً على نتائج منتخب الناشئين في بطولة غرب آسيا التي جرت في الأردن..
سنذكّر أولاً: بدأنا بطولة غرب آسيا بالفوز على لبنان بهدف وحيد والتعادل مع البحرين بهدف لمثله، ويومها عبّر كثيرون ممن يركبون موجة النتائج عن فرحهم بهذا المنتخب وأنه مشروع منتخب سوري كبير في قادمات الأيام..
طيّب.. في الدور النهائي من هذه البطولة خسرنا مع السعودية بثلاثية بيضاء ومع الأردن بهدف لهدفين، فغيّرت الأقلام لونها وبدأت حملة على مدرب المنتخب الكابتن بشار سرور أدّت إلى إقالته وتعيين الكابتن محمد عقيل مدرباً للمنتخب!
أيضاً، وقفنا موقف الحريص على المنتخب، ولم نعترض لا على إقالة السرور ولا على تكليف محمد عقيل، وعندما خسرنا في تصفيات آسيا (بقيادة العقيل) أمام السعودية وأمام عمان وتعادلنا مع الباكستان لم نستغرب لأن المقدمات التي نعرفها مستحيل أن تقود إلى غير هذه النتائج..
المؤسف في الموضوع أن المدرب محمد عقيل وفي إطار دفاعه عن نفسه في أحد البرامج الرياضية حاول أن يلقي الكرة في ملعب الآخرين مجنّباً نفسه أي مسؤولية.. مسؤوليتك يا صديقي أنك وافقت على تدريب المنتخب بهذه المقدمات، وعندما حاولت الهروب في إجاباتك لم يكن هروبك موفقاً فأنت من وضع الخطة وأنت من نفذها وقولك أنّ التخبطات الاتحادية هي التي أوصلت المنتخب إلى هنا فهو مردود عليك وكان بإمكانك أن تقولها في حينها (وأنت الذي كنت تصرّ على أنك شجاع ولا تقبل أحداً أن يملي عليك شيئاً فمن أملى عليك الصمت) أم انتظرت أن تعود من تصفيات كأس آسيا محمولاً على الأكتاف؟
وأشار العقيل إلى إجراء اتخذه معتبراً إياه (عملاً تصحيحياً) وهو إبعاد (8) لاعبين من منتخب غرب آسيا.. يا سيدي هذه عليك وليست لك!
لا أنتقد النتائج وكنت أتوقع ما هو أسوأ من ذلك، ولكن أستغرب التبريرات وطريقة الحديث..
وبالنسبة للكابتن بشار سرور، وربما أتعاطف معه قليلاً، فقد ظُلم بعض الشيء من اتحاد الكرة، لكنه ظلم نفسه أكثر، ولن أتحدث بالنيابة عنه، وإن كان يرغب هو في توضيح الأمور فـ (الوحدة) منبره ولا مشكلة لدينا في ذلك.
غـانــــــم مــحـــــــمـد