العدد: 9432
الثلاثاء : 24-9-2019
مع أنّ الفرحة التي عبّر عنها لاعب منتخبنا الوطني للناشئين (عمر جبارة) عندما سجل هدف التعادل في مرمى باكستان لا تعكس إلا طفولته في مضمونها، لكنها قد تشخّص من حيث لا يدري الواقع الكروي المزري الذي وصلنا إليه والذي يجبرنا على الفرح بالتعادل مع الباكستان، نعم مع الباكستان!
المشكلة ليست في نتائج لم تعجبنا، ولا في خروج متوقع من التصفيات ربطاً بما قدّمه هذا المنتخب في غرب آسيا، ولا حتى في تراجع مستوى وفكر كرة القدم في القواعد، المشكلة هي كأنّ أحداً لا يرى هذه المشكلة ولا يجيد قراءة هذا الواقع!
ذات يوم، سنبحث عن لاعب (خرج دوري لا منتخب) ولن نجده، لأن الإنتاج في هذا الحقل سيئ للغاية، ولا يوجد زارعون حقيقيون، وبالتالي سيكون الحصاد أكثر مما يتصوّر اشدّ المتشائمين ما لم يتمّ بتر كل طرف مسرطن أو مصاب بـ (الغرغرينا) والتي ستتمدد لتصيب ما تبقى من كرة القدم السورية..
شخصياً لا أعوّل على الاتحاد الكروي أي جديد ما دامت التربة ذاتها (العفنة والمسرطنة) هي التي ستنتجه، وكما أكرر دائماً (شطف الدرج من فوق إلى تحت)، وكان الأصح (وما زال المجال متاحاً) أن نبدأ بانتخاباتنا الرياضية من الأعلى إلى الأدنى فذلك أكثر ضماناً لنتائج قد تكون أفضل..
لا تضيّعوا مستقبل لعبة جماهيرية تمتلك جمهوراً رائعاً وأنتم تحسبون منافعكم، انتبهوا إلى ما يتسرّب من بين أصابع لعبتنا الشعبية الأولى، وتذكّروا حتى (منافعكم الشخصية) لن تستمر إذا ما استمر هذا الحريق في مفاصلها!
كرة القدم السورية من الأحياء الشعبية إلى المنتخبات الوطنية تحكمها ذات (الرعونة)، وينخرها ذات (السوس)، والحلّ هنا وهناك يعتمد ذات الأسس والتي لا تحتاج إلى الشرح بقدر ما تحتاج إلى ضمير حيّ ووجدان لا يخون صاحبه..
أتكئ على مقولة حفظتها الأيام عن أصحاب الخبرة: (إذا حلق جارك بلّ ذقنك)، وأتوجه بها للقائمين على رياضتنا، وأعطف عليها فأقول: لن تكون الرياضة خارج دائرة المحاسبة وإن تأخّرت فلأسباب تتعلق بترتيب الأولويات، هكذا نرى، أو هكذا نتوقع، وأهمّ ما في الأمر أن يكون البديل على درجة عالية من الكفاءة والإحساس بالمسؤولية.
غيث حسن