كــلام فــــي الكــرة.. جديـــدة

العـــــدد 9431

الإثنـــــين 23 أيلــــول 2019

 

من الآخر نقولها: هناك عدد من العوامل التي أدت لظهور منتخب ناشئينا بهذا المستوى الهزيل أهمها التأخر في تفعيل دوري تلك الفئة العمرية الهامة، وسوء اختيار قوام المنتخب والذي تم على طريقة (الاستئناس) من خلال آراء وترشيحات أكثر من مدرب لتكون التوليفة فاقدة للانسجام، والتحضير غير الملبي لتلك التصفيات مما جعلنا نشاهد نقصاً واضحاً في الإعداد الفني والبدني والذهني، أما عن المدرب فقد كثر الحديث عن كيفية انتقائه وهو الاسم غير المعروف كثيراً لدى جمهورنا الكروي في ظل وجود مدربي قواعد متخصصين بالفئات العمرية لم يأخذوا فرصتهم بالترشح لهذا المنصب، وأذكر أننا وفي خضم الحرب الظالمة التي عاشها بلدنا تمكنا من التأهل إلى نهائيات كأس العالم في تشيلي عام 2015 في ظل خيارات كانت أكثر صواباً للاعبين وللجهاز الفني حينها، فالمباراة الأولى التي لعبناها أمام المنتخب السعودي بدت أشبه بحصة تدريبية لهم، وعلى الرغم من الوعود بتحسين الصورة أمام العمانيين إلا أن الخسارة وقعت مجدداً وكان الخروج الحزين من التصفيات في ظل ارتجالية الأداء وضعف أساسيات الكرة الحديثة وغياب الخطة الواضحة من قبل المدرب وتواضع مستوى لاعبينا الذين لم يسددوا كرة واحدة على المرمى، عدا عن سوء التغطية وثغرة الظهير الأيسر وبطء التمرير وضعف التركيز وعدم مساندة المهاجمين وعدم الضغط على حامل الكرة وعدم العودة السريعة للحالة الدفاعية، ولعل من يعرف بواطن الأمور وخفايا الصدور يدرك تماماً أن ما تحقق لم يكن مفاجئاً لأن (المكتوب باين من عنوانو) والتعاقد مع (الخبير) الأرجنتيني (ترويا) للإشراف الفني على المنتخب كان خطأ فادحاً لأن أوراق الرجل تم كشفها بسرعة حين كان في كشمير مدرباً طوعياً لست سنوات، قبل أن يتم حظره لعدم تقديم أية موهبة هناك ولأسباب أُخرى قبل أن تلفظه الهند أيضاً، والمحزن أن الأشقاء العرب يبنون كرة قدم وفق أسس علمية وينشئون أكاديميات تدريبية متخصصة، أما نحن فالحلول أمامنا وليست تعجيزية فهي ممكنة من خلال إقامة بطولات منتظمة لهذه الفئة و انتقاء أجهزة فنية تملك الخبرة لا أن نعتبر هذه الفئة حقلاً لتجارب المدربين، وتوفير التحضير اللازم للبطولات، خاصة وأن بلدنا تزخر بالمواهب الكروية الواعدة التي تحتاج لمن يصقلها ويرعاها، فهل سنفكر في إيجاد الحلول الاستراتيجية العلمية المدروسة والسليمة، أم سنبقى نعيش زمن التخبط وقصر النظر وانتظار الطفرات من منتخب هنا وآخر هناك، ونتفرج على انحدار كرتنا يوماً بعد آخر.

المهندس ســامــر زيــــن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار