الوحدة- ميسم زيزفون
تعد صناعة الأدوات الخشبية واحدة من الحرف التقليدية العريقة التي لا تزال تحافظ على حضورها في بعض القرى متحديةً زحف الآلات والعصرنة، ويبرز من بين حرفييها رجل مسن يدعى يوسف الأطرش الذي أمضى سنوات عمره في اكتساب خبرة طويلة في تشكيل الخشب وتحويله إلى أدوات مفيدة تتميز بالمتانة والأصالة.
ويكمن سر تميز أعمال يوسف في اعتماده الكامل على الجهد اليدوي، دون الاستعانة بالآلات الحديثة، هذا النهج يجعل من كل قطعة ينتجها عملاً فنياً فريداً من نوعه، تحمل بصمته الخاصة التي لا تكرر، تماماً كبصمة الإصبع، مما يضفي عليها قيمة جمالية وتاريخية.
ولا يعتبر العمل بالنسبة ليوسف مجرد وسيلة للرزق بل هو شغف وحب، فهو يقضي ساعات طويلة في محترفه المتواضع، مستمتعاً بصوت إزميله وهو ينحت الخشب، وعطر رائحة النشارة المتصاعدة، مؤمناً بأن هذه الحرف اليدوية ليست مجرد مهن، بل هي تراث حي وكنز ثقافي يجب الحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال القادمة.


