“معاً أقوى” … احتفالية يوم المعاق العالمي في اللاذقية: رسالة أمل تصنعها إرادة ذوي الهمم

الوحدة – هدى سلوم

يا ناس أعطونا محبة… نفرش هالدني ورود، أعطونا معها كلمة… نقطع بالساعات دروب.
بهذه الكلمات هتف أحد شباب ذوي الهمم مطالباً بالدعم وتوفير فرص عمل للمعاقين أسوةً بالأصحاء، بعد نيلهم حقهم في التعليم، مشيراً إلى أن باقات الإنترنت لأصحاب الهمم حق لا بد منه. ثم ختم بشكر كل من ينقل رسالتهم… رسالة طيّرها أصحاب الهمم في يومهم العالمي.
تحت شعار “معاً أقوى” وبرعاية محافظ اللاذقية محمد عثمان، أقامت الجمعية السورية للمعوقين جسدياً باللاذقية، ومؤسسة بسمة أمل الخيرية الراعي الرسمي، وبمشاركة العديد من الجمعيات العاملة في مجال ذوي الإعاقة، احتفالية خاصة بيوم المعاق العالمي على مسرح المركز الثقافي في اللاذقية.
وخير ما استُهلت به الاحتفالية كان تلاوة عطرة من القرآن الكريم قدمها فضيلة الشيخ حسن محمد عباس، تلتها كلمة ترحيبية بالضيوف والحضور ألقتها رئيسة الجمعية السورية للمعوقين جسدياً باللاذقية مروى مكاري، معتبرة أن هذا اليوم ليس عادياً ولا مجرد احتفالية، بل رسالة أمل من معاق.
وأكد محافظ اللاذقية محمد عثمان في كلمته صدق شعار الاحتفالية “معاً أقوى”، لما يحمله من قوة وعزيمة وإصرار على العمل المشترك لإفساح مساحة أوسع لذوي الهمم للمشاركة في المجتمع. وأشار إلى أن الاستثمار في الإنسان هو استثمار في التنمية، وهو قبل ذلك واجب أخلاقي ووطني، مثنياً على جهود الجمعيات المخلصة، ومؤكداً أن اللاذقية ستبقى داعمة لأبنائها… ومعهم وبهم نكبر.
بدوره شدد مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية محمود حاج إبراهيم على أن المديرية تسعى لتكون سنداً لأصحاب الهمم، وتعمل لإدماجهم في المجتمع وتوظيفهم في مؤسسات الدولة، فهم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع.
كما قدمت رئيسة مؤسسة بسمة أمل الخيرية عزة بدرة كلمة عبرت فيها عن فرحها بعودتها إلى بلدها، مؤكدة استمرارها في شعار اعتنقته بإيمان: لا ضعف اليوم… العطاء قوة. فالقوة لا تقاس بقدرة الجسد، بل بالإيمان، فالإعاقة طاقة، واستعرضت بعض الحالات التي خاضت التحدي فنجحت بل وأبدعت.
تضمنت الاحتفالية العديد من الفعاليات، منها المعرض الفني الذي احتضن منتجات ذوي الهمم من الجمعيات المشاركة، وهي:
جمعية رعاية المكفوفين، بشائر النور الأهلية لأطفال التوحد ومتلازمة داون، الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة لمساعدة أطفال الشلل الدماغي ومتلازمة داون على الاندماج بالمجتمع، المقعدين وأصدقائهم، الإخاء، التوحد…
كما تم عرض برومو للجمعيات المشاركة في الاحتفالية، إلى جانب برومو خاص بإنجازات مؤسسة بسمة أمل الخيرية، ليكتمل المشهد ببصمة أمل صارت أمل وطن.
وتلت ذلك فقرات فنية (غناء ورقصات وغيرها) قدمها أطفال ذوو الهمم، حيث لا يعرف الإبداع عندهم حدوداً، ويبرز بأجلى صوره عند الفنان المبدع غابي صهيوني الذي افتتح فقرته بالقول: لطالما عملنا على الإعاقة والإيقاع… واليوم إيقاع الحياة أحلى.
وفي الختام قُدمت الدروع للسيد المحافظ ومدير الشؤون الاجتماعية والعمل. كما رويت حكاية الطفل المعجزة القادم من إدلب رامي رومية، ذو الساقين الحديديتين، بعد أن فقدهما في ركام زلزال تركيا، وفقد والديه أيضاً، لكن… لا يأس في قلب مؤمن، فالمستقبل في عينيه يشرق بضياء شمس يوم جديد.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار