قلة المياه.. أسئلة قلقة تضعنا أمام واجب المسؤولية المجتمعية

الوحدة – يمامة ابراهيم

الترشيد، الترشيد كلمة حفظها الصغير قبل الكبير لكنها للأسف دخلت متحف التحنيط حيناً أو زينت مداخل الأبنية الحكومية والأهلية حيناً آخر، ولم تترجم حتى تاريخه إلى سلوك أو ثقافة أو أسلوب حياة.
اليوم نعود إلى دائرة الخطر، وكلنا ضمن الدائرة حتى من كان يعتقد أنه محقق لعامل الأمان دخل هو الآخر نفس الدائرة بفعل عامل الجفاف، ونضوب أو قرب نضوب مياه الآبار أياً كان عمقها وغزارتها ندخل دائرة الخطر مرغمين غير مخيرين، وهذه المرة من بوابة نهر السن الذي كنا نتكئ عليه ظناً منا أن غزارته قد تتراجع لكن ليس إلى الحد الذي وصل إليه، حيث أعطى مؤشراً خطيراً للغاية دفع القائمين على إدارة مرفق المياه ليس لدق ناقوس الخطر فقط، بل لاتخاذ تدابير فورية للتعامل مع الندرة بعد أن كان عملهم في أغلبه يقوم على حسن إدارة الوفرة.
المشهد المحزن للمسطحات المائية لدينا، وفي مقدمتها السن يعيدنا لطرح السؤال المقلق واليائس من جديد..أين الحلول ..؟
السؤال يثير نزيف الأسئلة الأخرى وكلها أسئلة موجعة ومؤلمة لأننا ندرك جميعاً أن الحلول غائبة وخياراتنا ضيقة ومحدودة تعيدنا إلى الكلمة الأولى، وهي الترشيد الذي لم يتحول لدينا إلى طريقة حياة وأسلوب تفكير.
ما تؤكده الوقائع أن محافظة اللاذقية أعلنت للمرة الثالثة خلال شهرين عن انخفاض حاد وغير مسبوق في غزارة نهر السن الأمر الذي أدى إلى خروج مضخات عديدة عن الخدمة، وأدى ذلك إلى تراجع الوارد المائي بنسبة كبيرة في مدينة اللاذقية والمناطق والأرياف، وبدورها دعت مؤسسة المياه إلى ضرورة تعاون المواطنين عبر ترشيد الاستهلاك والمساعدة في تخفيف وطأة الحالة.
إذاً لابد من الترشيد القسري عبر تدابير استثنائية ملزمة تنطلق من مفهوم إدارة الندرة بالمعنى الاقتصادي، وكما يدار اقتصاد الندرة يمكن إدارة هذا المرفق الحيوي الذي تعاملنا معه بأسوأ ما فينا كمستهلكين ومشرفين يضاف إليهما نسب هدر كبيرة سواء في سوء الاستخدام أو في الشبكات.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار