لا تقلقوا.. فاتورتكم المنزلية ستكون بالحدود الطبيعية

الوحدة – رئيس التحرير

طغت مؤخراً حالة من القلق والترقب على الكثيرين منا بخصوص فاتورة الكهرباء الجديدة، وانتشرت الدعوات إلى التقنين المبالغ فيه تحت شعار “أطفئوا كل شيء” أو “لا تشغلوا التلفاز”، نعم أنا مع الترشيد في استخدام هذه النعمة لأن كل ليرة توفرها على فاتورتك، توفر أكثر من ليرة على الدولة لأن تكلفة إنتاج الكيلوواط الواحد 14 سنتاً ( 1600 ليرة بسعر صرف اليوم) في حين تقدم الدولة الخدمة بخمسة سنتات تقريباً ( 600 ليرة) أنا مع الترشيد، ولكن استخدم الكهرباء بالطريقة الطبيعية، وأطفئ الأنوار غير الضرورية وهذا يعتبر استخداماً طبيعياً حتى في الدول المتقدمة، حيث الكهرباء أغلى بكثير من سوريا.
ومن منطلق واجب الصحيفة في تقديم المعلومة الموثوقة والمطمئنة، أدعوكم إلى التوقف عن القلق غير المبرر والتعامل مع الأمر بالمنطق والحسابات الواقعية، حيث إن فاتورة الكهرباء، عند الاستخدام الطبيعي والمسؤول، لن تكون كبيرة وستبقى ضمن الشريحة الأولى المدعومة من قبل الدولة.
حجر الزاوية.. الشريحة الأولى المدعومة:
إن نظام تسعير الكهرباء في سورية مصمم بحيث يوفر دعماً كبيراً من قبل الدولة للاستهلاك المنزلي الأساسي، لننظر إلى الأرقام التي يجب أن تطمئننا:
سعر الشريحة الأولى المدعومة: 600 ليرة سورية لكل كيلو واط/ساعة.
حدود الشريحة الأولى: أول 300 كيلو واط/ساعة من الاستهلاك.
النقطة الجوهرية:
إن الاستهلاك المنزلي العادي الذي يشمل الإنارة الأساسية، تشغيل التلفاز لساعات معقولة، واستخدام الثلاجة والغسالة بانتظام يستحيل أن يتجاوز هذا الحد البالغ 300 كيلو واط/ساعة في الدورة الواحدة (شهرين) بحيث تكون الدعوات المبالغ فيها لـ “إطفاء الأنوار الضرورية” تتعارض مع منطق الحياة اليومية ولا أساس لها من الصحة.
لنفترض أن متوسط راتب رب الأسرة يبلغ مليون ونصف المليون ليرة سورية شهرياً، وأنه استهلك كامل الشريحة الأولى سيدفع فاتورة 180 ألف ليرة سورية أي 90 ألف ليرة بالشهر وهذه نسبة جيدة جداً لن تعيقه ويعد مصروفاً طبيعياً معقولاً ومسيطراً عليه، ولا يستدعي هذه الهالة من القلق، ولا يقارن بسعر مولدات الأمبيرات التي ندفع لها أضعاف هذا المبلغ بقدرة تشغيل منخفضة جداً.
هل الفاتورة تأتي من تشغيل الضروريات؟ الجواب بالطبع لا، فبحسبة بسيطة للإضاءة، لمبة التوفير التي قدرتها 30 واطاً تستهلك كيلو واط كل 33 ساعة تشغيل، أما المكواة الكهربائية بقدرة 1500 واط ستستهلك كيلو ونصف بالساعة أي 900 ليرة بالساعة في حال استمر تشغيلها دون توقف ساعة كاملة وبطاقتها القصوى، وأي أسرة طبيعية لا تحتاج أكثر من هذا الرقم بالأسبوع أي أربع ساعات تشغيل للمكواة بالشهر وهذا مبلغ بسيط جداً، أما الغسالة الآلية بالغسيل البارد لن تتجاوز 300 واط أي تستهلك كيلو واط كل ثلاث ساعات تقريباً (600 ليرة).
كيف نتجنب الفاتورة الكبيرة؟
الخطر الحقيقي يكمن في الأجهزة المستنزفة للطاقة التي تدفعنا للوصول إلى الشرائح الأعلى وهي المكيفات القديمة المستنزف الأول بلا منازع، فتشغيلها لساعات طويلة يدفع بالاستهلاك للشريحة الثانية، المدافئ الكهربائية استخدامها كبديل للتدفئة الأخرى هو الباب الخلفي للفواتير الضخمة، وهذا أمر موجود في كل دول العالم حيث الاستهلاك الكبير يقابله فاتورة أكبر.
استخدام الكهرباء بشكل طبيعي ومسؤول لاحتياجاتنا اليومية الأساسية يدعو للاطمئنان، الدولة تكفلت بالتكلفة الكبرى لاستهلاكنا، إن خسائر الدولة بهذا القطاع خلال عام 2025 وصلت لـ 900 مليون دولار وستصل للمليار بالتقديرات حتى نهاية العام، فلا تدعوا الشائعات المبالغ فيها تسرق راحة بالكم.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار