نقص المياه في سد بللوران يهدد استقرار الحياة الزراعية في المنطقة

الوحدة – نجود سقور

تعد مشكلة نقص مياه سد بللوران من القضايا الأساسية التي تهدد استقرار الحياة الزراعية في المنطقة، حيث أدى انخفاض الهطول المطري في الفترة الأخيرة إلى تراجع كبير في مخزون المياه المتاح للسدود والأنهار والآبار، مما أثر بشكل مباشر على عملية الري الزراعي، وهذا الوضع خلق تحديات جسيمة للمزارعين، الذين يعانون من ندرة المياه وصعوبة تأمين مصادر ري بديلة، مما يهدد مستقبل الزراعة هناك.
أثر نقص المياه على الزراعة والمزارعين:
أدى النقص الحاد في المياه هذا الموسم إلى توقف العديد من المزارعين عن زراعة المحاصيل الصيفية التي تتطلب كميات كبيرة من المياه، وبدلاً منها لجؤوا إلى زراعة محاصيل شتوية أملاً في موسم مطري أفضل في العام المقبل، كما أشار المزارعون في المنطقة إلى أن هذا العام يعد استثنائياً نتيجة لانخفاض الهطول المطري بشكل غير مسبوق، مما أثر سلباً على حصاد المياه الذي بقي في حدوده الدنيا، وذكروا أيضاً أن العديد من الأشجار المثمرة تعاني من العطش، وتعرض عدد كبير منها للتلف بسبب عدم توفر مصادر مائية كافية.
من ناحية أخرى، تواجه المنطقة أيضاً مشاكل في تأمين مياه الري عبر الحفر، حيث اعتبر المزارعون تكلفة حفر الآبار “خيالية”، هذا الأمر يزيد من معاناتهم المالية ويجعلهم غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم الزراعية، دفعت هذه الظروف العديد منهم إلى اقتلاع محاصيلهم بسبب عجزهم عن تأمين احتياجاتها من المياه.
التحديات المستقبلية والأزمة الزراعية:
يعتبر المزارعون أن هذا النقص المائي لا يمثل أزمة زراعية آنية فقط، بل يهدد أيضاً أمنهم الغذائي واستقرارهم المعيشي على المدى البعيد، وفي ظل هذا الواقع بات من الضروري اتخاذ خطوات فعّالة لوضع خطط مستدامة لإدارة الموارد المائية، وتقديم دعم مباشر للمزارعين قبل أن تتحول الأراضي الزراعية إلى أراضي بور، ويضيع معها مصدر الرزق.
مديرية الموارد المائية: نسب تخزين السدود لهذا العام بلغت النصف:
بدوره أوضح مدير الموارد المائية محمود قدار أن نسبة التخزين في السدود بداية موسم الري لهذا العام بلغت 40% من السعة التصميمية، وهي تمثل نصف الاحتياج السنوي للري، لذلك تم تنظيم برامج الري من قبل لجنة الري الرئيسية في المحافظة وفقاً للبيانات المتوفرة بما يحقق الاستفادة القصوى من المخزون المتاح، وبالنسبة لسد بلوران فقد نُفذت دورة ري واحدة كاملة، علماً أن مخزون السد مخصص لمياه الري والشرب، بالإضافة إلى كونه منهلاً تمت الاستفادة منه بشكل جيد في تزويد الإطفائيات والصهاريج أثناء فترة الحرائق، وأضاف: تمت مساعدة الإخوة المزارعين بحفر الجور والبرك على المجاري المائية بالتنسيق مع فرع اتحاد الفلاحين باللاذقية لتأمين مياه الري للأراضي المجاورة، والاستفادة من فائض مياه الري في إعادة ملء هذه الجور.
وبالتوازي، لفت قدار إلى أنه تم توجيه الإخوة المزارعين عبر مديرية الزراعة للابتعاد عن الزراعات التي تحتاج لمقنن مائي كبير أو لفترات ري متقاربة، كالخضار مثلاً للحفاظ على الأشجار المثمرة، مبينٱ أنه تم تنفيذ الدورة المقترحة بنجاح تام، ولم تعانِ المنطقة من أضرار تذكر في البساتين المروية.

أما فيما يخص منح الرخص للآبار، فذكر أن الترخيص مسموح به خارج المناطق المروية بشبكات الري الحكومية للحفاظ على المياه الجوفية وعلى الينابيع والمجاري المائية، وبما أن عمل مديرية الموارد المائية مرتبط بالزراعة، فإن عملية المراقبة والتوجيه والتقييم تجري من خلال لجنة الري الرئيسية برئاسة معاون مدير الزراعة وعضويتنا، بالإضافة إلى مياه الشرب واتحاد الفلاحين وغرفة الزراعة بالمحافظة، وقد انتهى موسم الري بتاريخ 26/ 9/ 2025.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار