الوحدة – نجود سقور
في أحضان ريف ساحلنا السوري الجميل بين خضرة التلال ونسيم البحر، تقع بلدة صغيرة تتناثر بين التلال الخضراء وتطل على البحر الأبيض المتوسط، إنها بلدة العيسوية التي تقع في ريف اللاذقية الشمالي، وهي إحدى القرى الجبلية الساحلية التي تشتهر بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق، تتوسط هذه القرية منطقتين سياحيتين هما رأس البسيط شمالًا وأم الطيور جنوباً، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار الباحثين عن التنوع بين البحر والجبل.
وفي السياق، ذكر رئيس بلدية العيسوية غسان شيخ إبراهيم للوحدة بأن العيسوية تعتبر واحدة من أقدم القرى التي حافظت على طابعها الفريد، تقع في كتلة البسيط على ارتفاع 245 متراً عن سطح البحر، وتتموضع بين منطقتين سياحيتين متميزتين هما رأس البسيط وأم الطيور، على بعد 3 كم فقط عن البحر وبذلك تتمتع بإطلالة بحرية ساحرة، كما تبعد حوالي 40 كم شمال مدينة اللاذقية و18 كم جنوب غرب بلدة قسطل المعاف، وتمتد القرية على مساحة 250 هكتاراً، حيث تقع على السفح الغربي لجبل يحمل اسمها ويعتري الأرض صخوراً خضراء، وتنتشر حولها غابات الصنوبر الكثيفة.
وأضاف شيخ إبراهيم بأن العيسوية تعد قرية جبلية ساحلية تقع على السفح الأعلى الغربي للجبل الذي يحمل نفس اسمها، حيث تنحدر منها مسيلات مائية تفصلها عن الجبال الأخرى المحيطة بها، أما بالنسبة لتسمية “العيسوية” فتتعدد الروايات حول هذا الموضوع، أحدها يشير إلى أن رئيس عشيرة في منطقة أضنة بتركيا كان يدعى عيسى بك، جاء بعشيرته إلى هذه القرية وسكن فيها، وبنى منزله في تلة تطل على البحر بين جبلين ومن هنا أخذت اسمها “عيسى بكلى”، وحرف الكاف عثماني وليس بعربي وبالتالي أُطلق اسم “عيسى بكلى” الذي تحول مع مرور الزمن إلى “العيسوية” ويعني الاسم “عيسى بيلي” في التركية منطقة القائد عيسى، حيث كانت هذه المناطق تُمنح للفاتحين والمجاهدين تثبيتاً للحكم.
وعن الحياة في العيسوية بيّن الشيخ إبراهيم بأنها تتمتع بحياة هادئة ومنظمة، حيث يعمل معظم سكانها في الزراعة وأعمال البناء والمهن الحرة، ويشتهر سكان القرية بزراعة الزيتون والحمضيات واللوزيات، إضافة إلى محاصيل الخضروات المتنوعة، كما تشرب القرية من ينابيع المياه المحلية ومن مياه سد بلوران المجاور، ويتجاوز عدد سكان العيسوية 3,000 نسمة، ويعيشون في مساكن حديثة منتشرة على طول الطريق التي تمر عبر القرية.
وأضاف شيخ إبراهيم: من الخدمات المتوفرة في العيسوية وجود بلدية وجامعي العيسوية والبلوطة ومرافق تعليمية تشمل مدرستين للأطفال، إضافة إلى مركز صحي ومرافق رياضية مثل نادٍ رياضي ومعصرة زيتون، كما توجد آثار قديمة تعود إلى الفترات الفينيقية والبيزنطية، مما يضفي طابعاً تاريخياً على المكان وتصلها بقسطل المعاف طريق مزفتة، تتبعها مزارع: بيت مصطفى، بلوطة الفضية، الشيشكلية.
ولفت رئيس البلدية أن من أهم معالم العيسوية هي الخلجان المهجورة التي تنتشر على طول الشاطئ البحري بين رأس البسيط وأم الطيور، هذه الخلجان، حيث بين شيخ إبراهيم بأن العيسوية تتميز بتضاريس صخرية فريدة، حيث تتنوع بين الجبال البحرية والكهوف والمغارات التي تعكس جمال الطبيعة البكر، يقول شيخ إبراهيم “الخلجان المهجورة هي أحد الأسرار الطبيعية في العيسوية، يمكنك استكشافها عبر مسارات جبلية تضفي روح المغامرة، حيث تجد نفسك محاطاً بالكهوف البحرية والشلالات الصغيرة التي تنحدر من الجبال” ويعد هذا المكان مفضلاً لهواة رياضات البحر المتنوعة كالمسير والاستكشاف والتخييم البحري.


