علاء الدين: الفن الحـرّ هـو أن نحلق في العالم دون محســوبيات

العدد: 9419

الخميس : 5-9-2019


بعد غياب وانقطاع عن إجراء لقاءات صحفية دام لسنوات حملتنا الأمواج إلى صومعة النحات ماهر علاء الدين في شاطئ الأحلام في البدروسية لنتحاور معه في ساعة صفاء حول هذا الغياب وموضوعات أخرى تتعلق بالفن التشكيلي وهمومه وتطلعاته ..

* الحرية في الفن أساس الإبداع فهل الفنان السوري حرّذ برأيك ؟

الفنان السوري ليس حراً منذ خمسين عاماً بل وأكثر، فالفن الحرّ هو أن تحلقي في العالم دون محسوبيات أو اعتبارات تقيدك..
الحرية هي أن تتصرفي كما يحلو لك وبما يتناسب مع حالة الإبداع التي تعيشينها طالما لا تؤذين أحداً، فالقيود التي تفرض على الفنانين تقوض الإبداع وتخنق الفنان وتجعله كطائر فقد ريشه فلا هو قادر على الطيران ولا هو سعيد بالبقاء.
* وكيف تنحت إذاً إن كنت كفنان لا تستمتع بحريتك؟
أعيش بلا قيود، لا أستمع إلى الإذاعة ولا الأخبار ولا أشاهد التلفاز لذلك أنا حر، حيث أكتشف الحقيقة بحسي الداخلي وأترجمها عبر أعمالي ومنحوتاتي.
* هذا يعني أن الفن انعكاس لداخل الفنان وليس تصويراً للواقع؟
في النحت تحديداً يعمل الفنان من داخله، يمسك بالكتلة ويشكلها بأحاسيسه الداخلية، أنا عندما أنحت لا أتقيد بمدرسة فنية ولا بقواعد نحت ولا بواقع ولا أصول أكاديمية أنا أعمل كما يحلو لي.
* القريب من أجواء الفنانين التشكيليين يلاحظ أنكم وإن كنتم أبناء حقبة زمنية واحدة ونشأتم في ذات البيئة الاجتماعية والإبداعية إلا أنكم تفتقدون إلى ذلك الرابط وتلك العلاقة الطيبة التي يفترض أن تجمعكم ولاسيما أن الفن رسالة إنسانية وجمالية؟
الفنان مزاجي يخضع لمزاجيته لذلك لا يمكنه أن يكون تقليدياً أو عاطفياً أو اجتماعياً والغالبية تجد في الفن الحقيقي جنوناً لذلك لا عتب على المجانين.
* وما الدور الذي يؤديه اتحاد الفنانين التشكيليين في حياتكم؟
الفنان لا يمكنه أن يتقيد باتحاد أو جمعية أو أي شيء آخر لاسيما إن كان هذا الاتحاد لا يقدم له شيئاً بل ربما العكس، وأعتقد أنه لابد من إعادة النظر في سياسة هذا الاتحاد الذي حجّم الفن والفنانين.
* إذاً هل ترى الفن التشكيلي بعد كل ما ذكرته قادراً على أداء دوره ولماذا؟
لا لن يفعل لأنه محاصر بمئة ألف قضية وقضية، محاصر مادياً وأخلاقياً ونفسياً، الفن مخنوق وبحاجة من ينعشه وبحاجة من يمنحه حريته ليكون قادراً على أداء دوره.
* بما أن الاتحاد كما تراه لا يقدم للفنان شيئاً .. إذاً كيف يمكن أن نحسن واقع الفنان ليبدع بشكل أفضل؟
تطوير واقع الفنان هو أمر ذاتي وجهد شخصي نتيجة علاقاته مع الآخرين، والمؤسسات الحكومية لا تراعي واقع الفنان ولا تدعمه بل الفنان المجتهد هو الذي يدعم نفسه بعمله ومعارفه لأنك حتى لو اقترحت حلولاً وطرقاً للتحسين فلن تجدي آذاناً صاغية لذلك.
* كيف يمكن أن نثقف المتلقي العادي؟
نثقفه عندما ننشر في شوارعنا منحوتات وأعمال فنية عوضاً عن تلك الجدران الرمادية أو الإعلانات التجارية وعندما نفتتح المتاحف في المدن ونقيم المعارض الفنية في المدارس ونفعّل حصص الفنون ونختار المتخصصين المبدعين لتنشئة الإنسان فنياً منذ طفولته، وفي حال عدم توفر ذلك يمكننا أن نضعه في جمعية أو معهد فني لنهذب سلوكه ونطوّر ذائقته الفنية لأن الفن حياة ثانية والفن حرية وحب وعندما نقتنع بهذه الفكرة يمكننا أن ننشر هذه الثقافة بين جميع أفراد المجتمع.
* ما هي طقوس النحت لديك، هل تخرج للبحث عن فكرتك أم تنتظر ليأتيك الإلهام؟
لا هذا ولا ذاك أنا عندما أجد كتلة تعجبني أدرسها من كل أبعادها فإن شعرت بأن ثمة صوتاً يناديني من داخلها تعال وأخرجني أبدأ بالعمل عليها لأحرر ذلك السجين الذي يطلب مساعدتي، فالنحت كتلة وفراغ وعمل فني مدروس يضع فيه الفنان من روحه.
* ما هو مشروعك الفني القادم؟
حالياً أنا أغلق كل المحطات لأسباب صحية، لذ أحاول الانتهاء من الأعمال النحتية التي بين يدي لأقيم معرضاً غير تقليدي، حديث جداً ثم سأتفرغ لحياتي الخاصة ولعائلتي وللبحر…
قد أعود للرسم أو للكتابة فأنا لدي ديوان شعر غير مطبوع حصلت على الموافقة على طباعته ونشره ولم أفعل حتى الآن.

نور نديم عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار