“الدولار”.. الشماعة التي يُعَلّق عليها عبء ارتفاع الأسعار في المحلات التجارية بجبلة

الوحدة – غانه عجيب
في قرى جبلة، يعيش التجار والمواطنون حالة من الاستياء بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار، بينما يشكو التجار من جمود الحركة الشرائية، ويعاني المواطنون من عدم قدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية.
يصف هادي تاجر جملة في قرية كفردبيل الوضع بأنه ضحية لارتفاع الأسعار، حيث تراجعت مبيعاته اليومية بشكل كبير، قائلاً: ما كنا نبيعه في يوم أصبحنا نبيعه على مدار شهر، والمواطن لم يعد يهمه نوعية المواد، بل يبحث عن الأرخص لتأمين حاجاته الأساسية كالبرغل والسكر والأرز والزيت، أما باقي المواد فقد أصبحت من الكماليات التي استغنى عنها.
ويضيف أن حركة البيع ماتت في الأسواق بسبب ضعف القوة الشرائية، وأصبحت أتعامل مع تاجر الجملة الرئيسي بصعوبة، حيث يأتي عدة مرات في الأسبوع ليأخذ المواد، رغم محاولات التقسيط التي لا تفلح، وتتكدس المواد في المحل لعدم وجود حركة بيع.
من جهته يرى زين صاحب محل تجاري في قرية القلايع، أن الحركة الشرائية انعدمت تماماً، ويذكر أمثلة لأسعار الخضروات كالملفوف 10 آلاف ليرة للكغ، والسلق والفجل 8 آلاف ليرة، ورغم ذلك فإن الأرباح محدودة جداً مقارنة بالبطاطا والبندورة التي تُباع بالحبة، ويشير إلى أن الأسعار استقرت لشهر ونصف، ثم ارتفعت فجأة ليصبح سعر صحن البيض بالجملة 29 ألف ليرة، والسكر 8 آلاف للكيلو، والبرغل 8 آلاف للكيلو.
وما يزيد بالأمر سوءاً ارتفاع ضرائب المحلات التجارية، من معاناة أصحاب المحلات من محدودي الدخل، يناشد أصحاب المحلات وزارة المالية تقدير الضرائب بناءً على دخل كل محل، وليس حسب اسمه متسائلين: ما ذنبنا نحن أصحاب المحلات محدودي الدخل؟ ويخشى البعض كأحد أصحاب المحلات الذي يعيل أسرة مكونة من أربعة أشخاص، من إغلاق محله إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
وأثناء تواجد”الوحدة” في بعض المحلات، التقت بعض المواطنين، السيدة أنعام تقول: كان الله في عوننا، الحالة من سيئ إلى أسوأ، هناك مأكولات غادرت موائدنا منذ زمن، فاللحوم الحمراء والبيضاء أصبحت حلماً، والسمك والفروج يرتفع سعره كل يوم، وتضيف أن البقوليات والبرغل، التي كانت بديلاً عن اللحوم، أصبحت تُشترى بالقطارة وبالغرامات، وتتساءل: هل يعقل أن يتجاوز سعر كيلو الحمص 15 ألف ليرة، والبرغل طعام الفقير أصبح للأمير؟ وسعر الثوم يتجاوز 30 ألف ليرة، واللافت أن كل محل له سعره الخاص، وحين يُستفسر عن السعر، يُقال إن العلة في النوعية، فسعر كيلو البطاطا يتجاوز 7 آلاف ليرة، وهي مادة كانت أساسية في منازل الفقراء سابقاً، والآن تزور منازلنا بالمناسبات فقط.
أما السيدة سوسن التي تعيل أسرة مكونة من خمسة أطفال وزوجها، فتعيش يومها بيومه، قائلة: لا أعلم كيف أقسط وأقسم هذا الراتب أتنقل من محل لآخر علّي أتمكن من تأمين وجبة غداء لهذا اليوم، وتشير إلى أن كل يوم يأتي بسعر جديد، وكل محل له سعره الخاص، حتى الخضار والبقوليات أصبحت كالحلم بالنسبة لنا، وتختتم السيدة سوسن بالقول: البسطات وواجهات المحال هي من تتكلم وتوجز الوجع والأفكار.

ارتفاع الأسعار بجبلة
تصفح المزيد..
آخر الأخبار