من رحم المعاناة إلى فضاءات الأمل

الوحدة _ يمامة ابراهيم
من يتابع إيقاع الدبلوماسية السورية وتحركها يتأكد دون عناء أن العقل المنفتح والرغبة في البحث عن مشتركات وتفهم المصالح والهواجس المتبادلة والابتعاد عن سياسة المحاور كلها عناوين ومرتكزات بنت عليها الدبلوماسية السورية خطواتها الواثقة.
محددات السياسة السورية في الخارج والداخل لخّصها وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني في لقائه مع الإخبارية السورية، وهذه السياسة تؤكد يوماً بعد يوم مصداقيتها وقدرتها على إزالة الأحجار العثرة وتفكيك الألغام المرمية في طريقها بفضل مصداقيتها النابعة من شفافية الأداء، ووضوح الرؤية وسلامة التوجه وهذه كلها مصادر قوة جعلت السياسة السورية تحقق نجاحات مؤكدة في كل اتجاه، ليس في مستوى العلاقات الثنائية أو معالجة ملفات الداخل، بل في العلاقات الجمعية مع الكتل السياسية والاقتصادية في العالم.
بفضل خصائص الأداء السياسي بنت سوريا علاقات بعيدة عن الاستقطاب حيث لاعداء مع أية دولة ولا ارتماء في أحضان محور من المحاور، وهذا ما أكده السيد وزير الخارجية والمغتربين، سوريا في علاقاتها إنما تنطلق من حقيقة أن أي حوار سياسي وأية علاقة مبتداها عنصران أساسيان هما الاحترام والندية، حيث لاقبول للغة التفوق والغرور، بل التحلي بلغة المصالح المتبادلة والتفاهمات المشتركة، وتأسيساً على ذلك كان التحول التاريخي في الدبلوماسية السورية التي استطاعت إيصال صوت الشعب السوري والتعبير عن طموحاته، ونقل قضيته إلى العالم والانتقال إلى عمل منفتح على الحوار والتعاون بعد أن كانت الدبلوماسية السورية في عهد النظام البائد تقوم على الابتزاز والتنافر، وهذا ما أشار إليه السيد وزير الخارجية.
الرحلة طويلة والجهد الذي كان يبذل في مواجهة النظام البائد علينا أن نبذل أضعافه في مرحلة السلام والأولوية اليوم لإعادة إعمار بلدنا ورفع العقوبات التي تسبب بها النظام البائد، فنحن خرجنا من رحم المعاناة ونتطلع إلى المستقبل بأقدام ثابتة وأبواب المستقبل مفتوحة لكل أبناء الشعب للعبور وليكون مثالاً في هذا الشرق بوحدته وإصراره على بناء وطنه حيث لا تقسيم ولا فيدرالية، بل دولة تبنى بسواعد أبنائها ولذلك فإن الحل الوحيد أمام قسد اتفاق العاشر من آذار والانخراط في مؤسسات الدولة العسكرية منها والمدنية وهذا ما أكده الوزير الشيباني، مضيفاً أن الشراكة يجب أن تتم بأسرع وقت ممكن، مبيناً أن أي تأخير في تنفيذ اتفاق آذار سينعكس سلباً ويعرقل مصالح المدنيين وعودة المهجرين.
ما تكسبه سوريا يوماً بعد يوم من أصدقاء وما تبنيه من علاقات إنما هو إنجاز طبيعي ونتاج مباشر لرقي سياستها التي لا تضمر إلا ما تقول ولا تقول إلا ما تضمر وهي في كل ما تقول إنما تنطلق من مصلحة شعبها ومن تكون بوصلته الشعب لا يخطئ الطريق أبداً.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار