الوحدة – يمامة ابراهيم
ليست المرة الأولى التي تقدم فيها مجموعة خارجة عن القانون على اختطاف أطفال أو قتلهم بهدف زعزعة الأمن، وترويع الأهالي، وتشتيت جهود الجهات الأمنية التي تعمل ما باستطاعتها لبسط الأمن وتعميم الاستقرار والطمأنينة بين المواطنين.
أمس أقدمت هذه المجموعة على اختطاف التلميذ محمد قيس حيدر من أمام مدرسة جمال داوود في المشروع العاشر في اللاذقية، وفي وضح النهار بمشهد يعكس حجم الفجور، وتجاوز القانون، وتحدي المزاج العام الذي كان، وسيبقى ينشد الأمن والأمان، ويجنح للسلم الأهلي، ويدين ممارسات إرهابية كهذه وشاكلاتها.
ماذا يعني ذلك وما الرسالة التي حاول الخاطفون إيصالها إلى الرأي العام. أولى هذه الرسائل تعميق مبدأ عدم الثقة بالأمن الداخلي، وبكل من يتولى إدارة الإشراف على شؤون الناس وراحتهم وأمانهم، وثاني الرسائل بث الخوف والرعب في قلوب الأهالي، ودفعهم لمنع أطفالهم من الذهاب إلى مدارسهم، وبالتالي تعطيل المشروع التعليمي في البلد، حيث لا نهضة ولا تطور يمكن أن يحققه بلد ما إلا بجهود كوادره العلمية، فالجرم هنا تعدٍّ على المنظومة التعليمية برمتها.
من هنا يتضح أن الفاعلين أعداء المجتمع السوري بكل مكوناته، وأن فعلتهم الدنيئة إنما تصب في مصلحة الفتنة وإضعاف اللحمة الوطنية، وخلق حالة من الشعور بعجز الأمن الداخلي عن حماية مواطنيه.
أما الرسائل الشعبية لمثل هذه الأفعال الجرمية هو بالإصرار والتأكيد على إرادة الحياة التي لابد وأن تنتصر، فهؤلاء لن يستطيعوا وقف شلال الأمل أو قتل الطموح بعيون أبنائنا.
إن الرد المنطقي والواقعي على فعلة هؤلاء لاتكون بمقاطعة المدارس، وعلى الأهل أن يتنبهوا لذلك، وألا نكون قد ساهمنا من حيث لا نحتسب بتمكين الإرهابيين من تحقيق مراميهم.
يجب أن يعي الجميع خطورة ما يدبره أعداء الاستقرار الذين سقطت مشروعاتهم، وأن أفعالهم هي محاولات يائسة على مجمل النجاحات التي حققتها الجهات الأمنية في ترسيخ حالة الأمن والاستقرار في اللاذقية.
الجهات الأمنية تبذل جهودها الحثيثة للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة، وبدوره السيد المحافظ يتابع مع كل الجهات هذا الأمر إذ ليس مسموحاً لأحد العبث بأمن المحافظة والعودة إلى الوراء بعد جملة النجاحات الأمنية التي تحققت.
أمر طبيعي أن تتحول قضية التلميذ المخطوف إلى قضية رأي عام، فالقصة هنا ليست تضامناً وحسب إنها قضية إنسانية تخدش الضمير الجمعي لعموم السوريين المؤمنين بالعيش المشترك وبحق الإنسان في حياة حرة كريمة دون خوف أو وجل.
تصفح المزيد..