الوحدة _ يمامة ابراهيم
هي عذابات شعب عرف كيف يحول المحنة إلى منحة.. هي فصل من فصول الصراع بين الحق والباطل.. فصل مشرق بالإبداع زاخر بالمواجهة والعذاب والصبر.
حكاية ليس لآخر على الأرض أن ينقلها إلى أمم العالم ويظهر حقائقها وتفاصيل يومياتها كما فعل السيد الرئيس أحمد الشرع وكم كان العالم مشدوداً لكل كلمة جاءت سلسبيلاً عذباً لكنها محملة بالألم والأمل معاً.
الحكاية السورية..حكاية شعب انتفض في وجه الظلم والتعسف والاستبداد والفساد والقمع مطالباً بحريته، وهذا حق صانته كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية فكان أن قوبل بالبراميل المتفجرة والمجازر الجماعية، وبلغ الطغيان بالنظام البائد حد استخدام السلاح الكيميائي المحظور والمحرم دولياً، ومع ذلك انتصرت العين على المخرز والحق على الباطل والصبر والألم على وسائل العذاب وأدوات القتل والموت.
ولأن سوريا تريد أن تستعيد دورها وسيادتها وتبني مستقبل أبنائها بعيداً عن التجاذب والتنابذ والاقتتال كان لافتاً كيف أن المنطلقات كانت واضحة وثابتة اعتمدت على ركائز الدبلوماسية المتوازية والاستقرار الأمني والتنمية الأقتصادية.
الرئيس الشرع الذي تكلم بلسان المواطن السوري عرض بإيجاز جملة ما تحقق في سوريا خلال الأشهر الماضية وهي عديدة وهامة ومدهشة وضعت البلاد على طريق التحول وبناء المؤسسات واستقطاب الاستثمارات، إضافة إلى البدء بمشاريع وطنية تحقق التنمية والازدهار للشعب وتمكّن المهجرين من العودة الآمنة.
ولأن أعداء النجاح كثر وأعداء الاستقرار والانفتاح أكثر تحركت بعض الأدوات وارتفعت بعض الأصوات بعضها يدعو للتقسيم وبعضها للاقتتال الطائفي وإثارة النعرات المذهبية، لكن الشعب السوري كان يملك من الوعي ما يكفي لمنع العودة بالبلاد إلى المربع الأول.
الحكاية السورية لم تنته بعد وهي مستمرة في بناء فصل جديد من فصولها عنوانه السلام والازدهار والتنمية، وهذا ما أكده السيد الرئيس أحمد الشرع مطالباً العالم بمساعدة سوريا عبر رفع العقوبات كاملة عن شعبها حتى لا تكون أداة تكبيل للشعب السوري ووقف الاعتداءات الصهيونية بكل ماتحمله من غطرسة وأحلام توسعية وتمكينها من استعادة سيادتها على كامل أراضيها.
السوريون اليوم يفخرون أنهم في قلب المعادلات الدولية وأنهم يصنعون ما كان حلماً لأن السيد الرئيس أحمد الشرع عبّر بشجاعة وحكمة عما تصبو إليه قلوبهم، خاصة وأن الكلام كان من على منبر الأمم المتحدة.
مع الرئيس الشرع صارت سوريا قائداً يصنع السياسات بعد أن كان الآخرون يصنعونها لها، وفوق ذلك فالكلمة حملت قوة الانفتاح في تحقيق تواصل جاد وعميق مع العالم انطلاقاً من خصوصيتنا الثقافية والحضارية.
تصفح المزيد..