الوحدة – نعمان أصلان
تُعد صناعة العطور من المهن الرائجة في السوق المحلية، نتيجة للطلب الكبير عليها من قبل الزبائن والجدوى الاقتصادية العالية التي تحققها.
ويقول مصطفى حميروش، ابن مدينة إدلب والمشارك في مهرجان جبلة للتسوق، إن معظم المحال في السوق تبيع العطور المركبة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار العطور الأصلية التي لا تتناسب مع القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المستهلكين. مبيناً أن أغلب العطور المتوافرة في السوق السورية مستوردة من تركيا، إلى جانب مصادر أخرى من دول متعددة، ولا سيما الخليجية منها.
ويضيف حميروش أن معظم العطور المتداولة طبيعية، مع وجود أنواع صناعية مثل معطرات الجو والسيارات. كما لفت إلى وجود أصناف عربية مثل العود والعنبر والمسك، وهي ذات جودة عالية لكنها أقل طلباً مقارنة بالعطور الأجنبية.
وأشار إلى أن تصنيف العطور يتم وفق عدة معايير، منها الرائحة، والشركة المنتجة، إضافة إلى معيار الجودة، حيث يُقسم السوق إلى: عطور شعبية نباتيتها أقل وأسعارها منخفضة نسبياً مثل “الوزموز” و”CBL”، وعطور متوسطة مثل “ZRS” و”الابريشيم”، وصولاً إلى الأصناف الجيدة مثل “الأونلي” و”هيرمان” وغيرها، والتي تُعتبر أغلى نسبياً وتكاد تضاهي العطور الأصلية. وتتراوح أسعار السنتيمتر المكعب من زيوت العطور الشعبية بين 1000 و2000 ليرة سورية، بينما يصل سعر السنتيمتر المكعب من الزيوت الجيدة إلى ما بين 3000 و5000 ليرة.
كما أوضح أن عبوات التعبئة غالباً ما تكون مستوردة، وتتوفر بأحجام وألوان وأسعار مختلفة، أما المواد الأولية اللازمة مثل الزيوت والكحول ومثبت الرائحة فهي أيضاً في معظمها مستوردة.
وعن أبرز العوامل المؤثرة في عمل بائع العطور، أشار حميروش إلى أنها متعددة، تبدأ من طبيعة السوق الذي يعمل فيه، ونوعية الزيت المستخدم، قبل كل شيء أمانة البائع نفسه. وأضاف أن أمانة بائع الجملة لها أثر كبير أيضاً، إذ قد تؤدي إلى خسارة تاجر المفرق في حال بيع زيوت غير جيدة بأسعار مرتفعة على أنها ممتازة. ويأتي في المقدمة المستهلك الذي يطمح دائماً إلى الحصول على عطر جيد بسعر رخيص، وهو أمر يصعب تحقيقه في معظم الأحيان.

